بقلم : سليمان جودة
فى رسالة من الدكتور نادر نورالدين، أستاذ الموارد المائية فى جامعة القاهرة، قال إن السودان تحفظ فى اجتماع وزراء الخارجية العرب، على قرار دعم حقوق مصر فى مياه النيل، وأن سياسة إثيوبيا فى التفاوض حول سد النهضة، هى نفسها السياسة التى كانت تركيا تتبعها مع سوريا والعراق فى نهر الفرات!.. إنها سياسة تقوم على التفاوض الذى لا ينتهى، والعمل الذى لا يتوقف فى بناء السد!.. أما النتيجة فلا تكون سوى شراء الوقت واستهلاكه مع الطرف الآخر!.
وقد بحثت فى صحف الصباح، الصادرة أمس، عن أثر لموقف السودان فلم أعثر على شىء، ولكن رسالة أخرى من الأستاذ محمود الطنب أشارت إلى أن وكالة أنباء الشرق الأوسط نشرت الخبر، ومع الرسالة بعث الأستاذ الطنب مقالاً للسفير محمد مرسى يتحدث فيه عن الموقف السودانى فى اجتماع الوزراء العرب، ولا يكاد يصدق أن هذا هو موقف الخرطوم!.
وفى رسالة ثالثة من الدكتور محمد شتا، قال إنه لا يصدق كذلك أن يكون السودان قد امتنع عن التوقيع فى الجولة الأخيرة فى واشنطن، وينبه إلى أن ما جرى فى العاصمة الأمريكية من جانب المفاوض السودانى يعنى أن الموقف فى الجارة الشقيقة لم يتغير برحيل البشير والإخوان عن الحكم، وأن الأمر فى أشد الحاجة إلى دراسة الأسباب الحقيقية وراء هذا الموقف الممتد!.
وفى رسالة رابعة من الأستاذ الإمام الفارسى يسألنى عن الدول التى أشرت إليها فى هذا المكان، صباح أمس، على أنها هى الدول التى تقف وراء إثيوبيا فى موقفها وتحركها!.
وفى إمكان الأستاذ الفارسى، ومعه كل متابع للملف منذ بدايته، استنتاج أسماء هذه الدول التى تحرك أديس أبابا وتحرضها من وراء ستار!.. بل إن التحريض يتم أحياناً أمام الستار وليس وراءه!.. ولا بد أن أى مراجعة لأجواء وتفاصيل زيارة مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، إلى العاصمة الإثيوبية، قبل ذهاب أطراف التفاوض إلى عاصمة بلاده بأيام، يمكن أن تضىء هذا الطريق!.ولست أشك لحظة واحدة فى أن صانع القرار يعرف تماماً هذه الدول، التى يدعونى الأستاذ الفارسى إلى ذكر أسمائها.. يعرفها صانع القرار بالتأكيد ويشتغل عليها!.
وعلينا أن نلتفت إلى أن هذه الدول لا تقف مع إثيوبيا، من أجل سواد عيونها، لكنها تفعل ذلك لأنها ترى أن ما تفعله ورقة من أوراق الضغط على القاهرة، فى سبيل أشياء تريدها منا!.وتقديرى أن صانع القرار سوف يقدم ثوابته الوطنية على كل شىء، وأننا قادرون على إحداث اختراق فى الموقف الإثيوبى فى نهاية المطاف، لأننا أصحاب قضية عادلة، ولأن فى أيدينا من الأوراق ما يحمى هذه القضية وينتصر لها!