توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فضاء النور في أصيلة

  مصر اليوم -

فضاء النور في أصيلة

بقلم: سليمان جودة

عندما وصل المستكشفون العرب القُدامى إلى الشاطئ الشرقى للمحيط الأطلنطى، لم يعرفوا اسما لهذا المسطح المائى الضخم، فكان أن أطلقوا عليه مُسمى: بحر الظلمات.

ولاتزال المؤلفات والكتب التى تتناوله فى تلك الفترة تشير إليه بهذا الاسم، وربما كان امتداد مُسطحه، الذى يبدو كأنه بلا نهاية، قد ساهم فى إطلاق هذا المُسمى عليه، وإلا، فماذا تقول فى مسطح مائى تقطعه الطائرة فى ست ساعات تقريبا، ما بين لندن مثلا على شاطئه الشرقى، وما بين نيويورك هناك فى أقصى الشاطئ الغربى.

ولاتزال السفينة تيتانيك هى الأشهر كلما كان الحديث عن هذا المحيط، ولماذا لا تكون الأشهر وقد غاصت فى أعماقه فى إبريل ١٩١٢، عندما كانت فى طريقها من بريطانيا فى شاطئ الشرق إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى شاطئ الغرب؟.

ويمتلك المغرب موقعا فريدا عليه، لأن الشواطئ المغربية تجمع بين البحر المتوسط والمحيط معا، ويتجلى هذا الجمع بين الشاطئين على أبدع ما يكون فى مدينة طنجة التى يلتقى فيها البحر والمحيط، تماما كما يلتقى نهر النيل بالبحر نفسه عند مدينة رأس البر.

أما مدينة أصيلة فتقع جنوب طنجة، ولأنها كذلك فإنها تستأثر بشاطئ ممتد على المحيط، ومنذ أن أطلقت منتداها الثقافى الدولى قبل ٤٥ سنة على يد محمد بن عيسى، أمين عام المنتدى، وزير الخارجية والثقافة المغربى السابق، وهى تأبى إلا أن تجعل شاطئها.. وبالأدق فضاءها.. فضاءً للنور لا للظلمات كما اشتهر المحيط فى أيامه القديمة.

تأخذ أصيلة من المحيط انفتاح الأفق فيه إلى سماوات بعيدة، وتحاول فى كل موسم من مواسمها الثقافية أن تجعل من هذا الامتداد المائى أفقا ثقافيا منفتحا لشتى الأفكار، وهى لا تكف عن المحاولة ولا تتوقف، وليس أدل على ذلك إلا أن محاولاتها قد بلغت خمسا وأربعين محاولة، لكنها فى كل المرات لم تكن تفقد الأمل، بل كانت تتسلح به ولسان حالها هو ذاته لسان الشاعر الذى عاش يقول: ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل.

وربما كان هذا هو الذى دعا منتداها الشهير إلى أن يجعل من «الحدود فى إفريقيا» موضوعا على منصته هذه السنة، فلا توجد دولتان متجاورتان فى القارة السمراء إلا وبينهما مشكلة أو ما يشبه المشكلة على الحدود، ورغم أن دول القارة ورثت هذه الوضعية من أيام الاستعمار، إلا أنها وضعية لاتزال قائمة تستنزف طاقات الدول فى محاولات مستمرة لعلاج القضية.

كان الأوروبيون قد جلسوا فى مؤتمر برلين ١٨٨٥ يتقاسمون إفريقيا بمواردها وأرضها، وعندما رحل الاستعمار ترك وراءه حدودا ترهق الدول ولا تفصل بينها.. لكن أصيلة عندها أمل فى أن يكون منتداها بداية نحو قدرة القارة السمراء على أن تتخلص من هذا الإرث الاستعمارى ثم تتجاوزه.. ولابد أن يتم ذلك ذات يوم.. لأن لدى إفريقيا الغنية بالبشر والموارد ما هو أهم فى حاضرها ومستقبلها معا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضاء النور في أصيلة فضاء النور في أصيلة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon