توقيت القاهرة المحلي 18:04:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عصا السد.. والجزرة!

  مصر اليوم -

عصا السد والجزرة

بقلم : سليمان جودة

ليس سرًا أن القاهرة انتقلت مؤخرًا فى حديثها عن سد النهضة مع الجانب الإثيوبى من مربع إلى مربع آخر.. ففى البداية كانت المرحلة هى مرحلة الكلام الهادئ المرن الذى يتميز بطول البال.. وفى مرحلة تالية وحالية انتقلنا إلى خانة اللغة الخشنة، التى تلفت انتباه الجانب الآخر إلى أن الهدوء ليس ضعفًا ولن يكون، وأن المرونة ليست تفريطًا فى حصتنا فى ماء النهر ولن تكون!

ولم يكن هذا الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أو من لغة إلى لغة أخرى تعبيرًا عن رغبة فى افتعال مشكلة مع حكومة آبى أحمد فى إثيوبيا، وإنما كان عن رغبة فى توصيل رسائل سياسية معينة إليها، وعن رغبة أيضًا فى إفهامها ما لا تريد أن تفهمه!

وكانت اللغة الخشنة وما رافقها من خطوات نوعًا من العصا، التى لابد منها فى الكثير من الأحيان بين الدول، عندما لا تكون اللغة الدبلوماسية المعتادة كافية لنقل ما يجب على الطرف الآخر أن يستوعبه!.. والمؤكد أننا لم نلجأ إلى اللغة الخشنة إلا بعد أن ضقنا ذرعًا بألاعيب الحكومة فى أديس أبابا، التى لم تكن تنكشف لها حيلة إلا وتفتش عن حيلة مختلفة تظن أنها ستُسعفها فى التسويف!

وفى مؤتمر المياه الدولى الأول، الذى انعقد فى بغداد 14 من هذا الشهر، كان الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الرى، حاضرًا ومشاركًا، وقال هناك على مسمع من المشاركين والحاضرين ما يمكن اعتباره جزرة تمتد بها يد القاهرة، بالتوازى مع العصا، التى لا نريدها ولا نفضلها ولا نحب أن نلجأ إليها!

ومما قاله الدكتور عبدالعاطى أن الوصول إلى اتفاق عادل وملزم فى قضية السد سوف يفتح الطريق بين دول حوض النهر الخالد أمام الكثير من فرص التعاون، والكثير من التكامل على شتى الأصعدة، والكثير من الاستثمارات التى يمكن أن تتحرك وقتها بين دول الحوض.. وفى القلب من هذه الدول الإحدى عشرة تأتى مصر والسودان وإثيوبيا بالضرورة!

ولابد أن هذه الوعود التى بذلها وزير الرى فى العاصمة العراقية كانت نوعًا من إشهاد الدول المشاركة على أن مصر لم تدخر جهدًا فى تقديم ما تستطيع تقديمه فى سبيل الوصول إلى حل، وأنها وهى تتحدث عن عوائد الوصول إلى هذا الحل إنما تريدها عوائد لغيرها بمثل ما تريدها لنفسها!

هذا منطق عملى معتدل ومعتبر، وهو ينتظر آذانًا صاغية فى إثيوبيا، ويأمل فى عقل منفتح هناك يتلقاه بإيجابية ويتطلع إليه بصدر مفتوح!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصا السد والجزرة عصا السد والجزرة



GMT 09:26 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لعنة المومياوات

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 12:12 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

صورة سامح شكري

GMT 09:56 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

داعش في موكب المومياوات!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon