بقلم : سليمان جودة
فتح الاتحاد الأوروبى أبوابه أمام رعايا ١٥ دولة، ولا بد أن رعايا هذه الدول محظوظون لأن كل واحد فيهم أصبح قادرًا على استخراج تأشيرة الشينجن، والسفر على أول طائرة إلى أى عاصمة أوروبية!
وليس بين هذه الدول المحظوظة سوى ثلاث دول عربية، هى المغرب وتونس والجزائر، ولا يعود استثناؤها من بين الدول العربية إلى العلاقة التاريخية بين الدول الثلاث، وبين أوروبا على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط، وبالذات مع فرنسا، ولكن الأمر يرجع إلى معدلات معينة للإصابة بڤيروس كورونا، وضعها الاتحاد مقياسًا أمام عينيه، ثم راح يطبقها على كل الدول!
والمقياس عنده ألا تزيد الإصابات على ١٦ إصابة فى كل مائة ألف مواطن.. فإذا كانت الإصابة فى هذه الحدود وما تحتها، كان من حق رعايا الدولة أن يدخلوا الدول الأعضاء فى الاتحاد، وإذا زادت عن هذا السقف فإن دخولهم مؤجَّل إلى أن يراجع الاتحاد قائمة الدول المسموح لها بالدخول، وهى مراجعة سوف تجرى بانتظام كل أسبوعين.. والمراجعة الأولى فى ١٥ يوليو!
ومن الواضح أن قرار الاتحاد بهذا الشأن قد أغضب دولًا عربية، وقد عبّرت دولة خليجية عن ضيقها من عدم السماح لرعاياها بدخول أوروبا، وهددت بأنها ستتعامل مع الأوروبيين بالمثل!
والواضح أن السماح لرعايا دول الخليج بالدخول سوف يأخذ وقتًا، ليس لأن الإصابات عندها مرتفعة فى حد ذاتها، ولكن لأنها مرتفعة قياسًا على عدد السكان.. وهذا الوقت سيكون فى الغالب فيما بعد أغسطس، الذى يظل شهر الإجازات الطويلة!
وتقول المؤشرات إن ثلاث وجهات سياحية سوف تكون متاحة أمام المواطن الخليجى الراغب فى قضاء إجازته خارج بلده.. هذه الوجهات هى مصر والمغرب وتركيا، وسوف يكون عليه أن يقارن بينها ويختار، وسوف ينحاز بالطبع إلى الوجهة التى تمنحه مزايا أكثر!
وهناك بالتأكيد حاجز نفسى مع تركيا بسبب العبث الذى يمارسه أردوغان فى أكثر من دولة عربية، وسوف تكون لدى المغرب مشكلة وحيدة بالنسبة للسائح الخليجى، هى بُعد المسافة، لتبقى السوق السياحية عندنا على موعد مع فرصة سانحة لتعويض بعض خسائر كورونا!.. إنها فرصة متاحة أمامنا، وربما لا تُتاح هكذا مرةً أخرى، وأظن أن الدكتور خالد العنانى قادر على توظيفها لصالح صناعة السياحة، التى عانت فى أجواء الوباء كما لم يحدث لها من قبل.