توقيت القاهرة المحلي 10:52:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النفسى فى الصفقة

  مصر اليوم -

النفسى فى الصفقة

بقلم - سليمان جودة

أطلقت «المصرى اليوم» على مشروع رأس الحكمة «صفقة الانفراجة»، فكان الاسم الذى اختارته الصحيفة موفقًا تمامًا.. وأظن أنه اسم فى مكانه من حيث الإيحاء الاقتصادى فيه، ومن حيث تعبيره عن واقع الحال.

ولأن الصفقة ضخمة بحسابات الورقة والقلم، ولأنها غير مسبوقة من نوعها، فسوف تتعدد الأسماء التى سنطالعها عنها من هنا إلى يوم أن يبدأ العمل بها، ثم إلى يوم أن تتحول إلى كيان حى فى مكانها هناك على البحر المتوسط.

ولأن مساحة المشروع تصل إلى ٤٠ ألفًا و٦٠٠ فدان، فالطبيعى أنه سيستغرق وقتًا، ولكن الميزة الأهم فيه أنه سيمنح البلد دخلًا فوريًّا من العُملة الصعبة، وهو دخل موزع ما بين أسبوعين إلى شهرين حسب ما هو منشور.. وهذا ما سوف يجعل الأسواق فى مصر تهدأ قليلًا، فلا تبدو فى مستويات أسعارها، وكأن القيامة سوف تقوم فى صباح الغد.

وبالتوازى مع اسم «صفقة الانفراجة» يمكن أن نسمى المشروع «صفقة الراحة النفسية» فلا نكون مبالغين فى شىء مما نقوله، ولا فيما نصف به أثر المشروع على السوق والناس.. والقصد بالناس هنا هو كل الناس فى المحروسة، لا فئة أو طائفة بعينها، كما أن القصد بالسوق هو السوق بمعناها العام وليس سوقًا بعينها.

أما لماذا هذا التوضيح فى معنى الكلمتين، فلأن الفترة التى شهدت صعود سعر الدولار فى السوق الموازية كانت ضاغطة على أعصاب الناس، بأكثر مما كانت ضاغطة على جيوبهم بكثير، وكانت واصلة بتأثيرها إلى كل سوق دون استثناء، حتى ولو كانت سوقًا محلية مجردة لا علاقة لها بالدولار ولا علاقة للدولار بها.

القضية انقلبت خلال الأسابيع القليلة التى انقضت، من قضية اقتصادية خالصة إلى مسألة نفسية حاصرت الناس، فأثارت لديهم الكثير من الهواجس والمخاوف، وقد بَدَت نفسية أكثر منها اقتصادية، وبدا صعود الدولار فى السوق الموازية غير مبرر، ثم بدا صعودًا مُصطنعًا أكثر منه صعودًا متدرجًا يستجيب لحاجة طبيعية فى الأسواق.

ولا شىء يدل على ذلك إلا أن هذا الصعود قد راح يتراجع بشكل ملحوظ فى اللحظة التى جرى الإعلان فيها عن تفاصيل الصفقة، وهذا بُعد نفسى لا اقتصادى فى الموضوع، لأن الطبيعى أن يحدث التراجع بعد وصول عائد الصفقة أو جزء منه على الأقل.

أهم ما يقدمه الطبيب النفسى للمريض أنه يتكلم معه ويطمئنه، فإذا اطمأن المريض فى العيادة النفسية، فبقية العلاج سهلة والتعافى ممكن.. وفى المقابل لا يختلف حال السوق عن حال المريض بأى مرض من أمراض النفس التى يعرفها أهل الاختصاص، وأهم ما قدمته الصفقة أنها طمأنت السوق وأشاعت أجواء من الثقة فيها.. إن هناك الكثير الذى يمكن أن يقال حول المشروع حسابيًا، والكثير الذى يمكن أن يقال فى تفاصيله اقتصاديًا، ولكن هذا كله موضوع آخر، لأنى منشغل بالبُعد النفسى فيه بالذات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النفسى فى الصفقة النفسى فى الصفقة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon