بقلم : سليمان جودة
فهمت من اتصال جاءنى من الزميل الأستاذ محمد مصطفى شردى أنه مشارك بصالون فى معرض زهور الخريف، الذى يبدأ فى حديقة المتحف الزراعى السبت المقبل، وأنه سبق أن شارك بصالون مماثل فى معرض زهور الربيع فى حديقة الأورمان، وأنه فى الحالتين وفى غيرهما يرغب فى إحياء الوعى بالقيمة التى تمثلها أشجار ومشاتل ونباتات لاتزال تمثل قيمة نادرة فى حدائقنا!.
وكنت قد كتبت فى هذا المكان، صباح الجمعة، أرفض أن يكون معرض الزهور فى حديقة المتحف على حساب أشجاره، ولم أكن بالطبع ضد هذا المعرض المرتقب، ولا ضد سواه من المعارض المشابهة، ولكنى ضد الاعتداء على أى ورقة فى أى شجرة!.
ويكفى أن نعرف أن المتحف الزراعى هو الثانى من نوعه فى العالم بعد متحف المجر، وأن الملك فاروق أنشأ فيه دار عرض سينمائية تاريخية، تعمل بآلة عرض سينمائى هى الأولى فى مصر والشرق الأوسط، وأن الدار سوف تتاح للجمهور بعد الانتهاء من عملية الترميم، التى تُجرى استعداداً لاستضافة المعرض!.
هذا أيضاً فهمته من رسالة جاءت من الدكتور السعدى بدوى، مستشار وزير الزراعة للحدائق النباتية، الذى قال إن اعتداءً من أى نوع لم يقع على أى شجرة من أشجار المتحف ذات القيمة، وإن الهدف هو إزالة غبار إهمال تعرض له المسطح الأخضر هناك طوال ٢٠ عاماً، وإن الإزالة جرت للنباتات العشوائية والحشائش الضارة، وإن بوابة المتحف التى تطل على شارع الثورة فى الدقى لم تكن تسمح بخروج ودخول زوار المعرض بالشكل المناسب، فكان لابد من توسعتها لا أكثر!.
الدكتور بدوى أستاذ زينة وتنسيق حدائق فى الجامعة، ويقول إنه يدرك تماماً أهمية كل شجرة فى كل مكان، وإن إدراكه يتضاعف إذا كانت الشجرة فى حديقة متحف من وزن المتحف الزراعى، وإن وزارة الزراعة أنشأت شبكة رى حديث لرى أشجار حديقة المتحف، وإنها حفرت بئراً سوف تسقى كامل مسطح الحديقة، وإن البئر التى نفذتها وزارة الإنتاج الحربى يصل قطرها إلى عشر بوصات، وتوفر ١٥٠ متراً مكعباً من الماء فى كل ساعة، وإن الهدف هو تصويب أخطاء لإظهار الطابع الجمالى للمكان!.
إننى أعتبر اتصال الأستاذ شردى، ورسالة الدكتور بدوى، فرصة لإعادة تذكير الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بأن المتحف العريق يستحق أن يزوره كل طالب.. يستحق يا دكتور شوقى.. وأعتبر الاتصال والرسالة فرصة أخرى أدعو من خلالها الدكتور عز الدين أبوستيت، وزير الزراعة، إلى إنقاذ حدائقنا المهملة وفق برنامج يضعه ويشرف عليه ويعلنه على الناس.. فهو بصفته يظل حارساً على تراثنا الزراعى!.. إننى أدعوهما وأرجوهما!.