بقلم : سليمان جودة
يتسلم الدكتور طارق شوقى فى أول يوليو ميزانية وزارته للعام الجديد، وهى ميزانية تصل كما نشرت «المصرى اليوم» صباح الأربعاء إلى ١٠٩ مليارات جنيه!
هذا هو الرقم الذى أقرته لجنة التعليم والبحث العلمى فى البرلمان، ولا أعرف ما إذا كان الرقم يتماشى مع المادة ١٩ من الدستور أم لا؟!.. فهذه المادة تلزم الحكومة بتخصيص ميزانية لوزارة التربية والتعليم، لا تقل عن أربعة فى المائة من الناتج القومى الإجمالى.. ولكن ما أفهمه مما هو منشور أن الوزارة ليست راضية عن الرقم، وأنها كانت تريد الوصول به إلى ١٣٢ ملياراً، لولا أن الدكتور محمد معيط لم يشأ أن يصل به إلى هذا السقف المستحق.. ولكن هذه قضية أخرى!
أعرف ويعرف غيرى أن هذه الوزارة بالذت مثقلة بالمهام، وأننا مع الوزير شوقى نتمنى لو استطاعت الدولة ضرب هذا الرقم فى ثلاثة، لأنه لا وزارة فى البلد تستحق أن تكون ذات أولوية فى الإنفاق العام سوى وزارة التعليم، ومعها وزارة الصحة بالتوازى.. وما سواهما يأتى لاحقاً وينتظر!
وأعرف ويعرف غيرى أن هذه الوزارة كان اسمها، زمان، وزارة المعارف، وكان الذى اختار لها هذا الاسم يريد أن يقول إنها وزارة تعمل على العقل فى جسد الإنسان أول ما تعمل، وأن ذلك لن يكون إلا بإتاحة المعرفة من كل سبيل أمام طالب التعليم الأساسى بجميع مراحله!.. والمعارف التى كانت الوزارة زمان تحملها لافتة فوق مبناها، سوف تتاح فى الفصل الدراسى بين التلميذ والأستاذ، ولكنها ستبقى فى حاجة أساسية إلى المكتبة المدرسية التى لا تخلو منها مدرسة!
ويعرف الدكتور طارق بالتأكيد أن قطاع النشر الذى يتيح الكتب لمكتبات المدارس تلقى ضربة بسبب كورونا، لم يسبق له أن تلقى مثلها من قبل.. وهو لهذا السبب طامح فى أن يقف الوزير إلى جواره، بأن يرفع من قيمة الرقم المخصص فى الميزانية لمكتبات المدارس، وأن يوجه بتزويدها بكل الإصدارات الجديدة.. وبذلك سيحقق هدفين عظيمين معاً: دعم مكتبات المدارس بكل جديد من الكتب، ثم مد يد العون إلى صناعة بكاملها اسمها صناعة النشر فى البلد، بكل أفراد العاملين فيها، من أول الناشر نفسه، مروراً بالمؤلف، ووصولاً إلى جيش موظفيها وعامليها فى دور النشر وفى مطابعها!
لقد قرأت أن الشيخة بدور القاسمى، الرئيس المؤسس والشرفى لجمعية الناشرين الإماراتيين، قررت دعم الناشرين فى بلدها من خلال صندوق بدأ بمليون درهم.. واتحاد الناشرين المصريين ينتظر إغاثة عاجلة من هذا النوع.. ولا بد أن وزير التربية والتعليم قادر عليها، ولو فعل فسوف يكتب له التاريخ فيما بعد، أنه الوزير الذى لم يتردد فى مد يد المساعدة إلى صناعة بكاملها، وأنه أنقذ صناعة الكتاب فى بلد سلاحه الأساسى هو الثقافة!