بقلم : سليمان جودة
لو كانت الدكتورة غادة والى لاتزال عضواً فى الحكومة، لكانت هذه القضية، التى انقطع صوت سكان حى الزمالك من الشكوى منها، قد وجدت حلها على الفور، وما كان الخطاب الخاص بالحل قد أخذ كل هذا الوقت على مكتب اللواء خالد عبدالعال، محافظ العاصمة!
وأخشى أن تلجأ الدكتورة والى فى لحظة من لحظات اليأس إلى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، باعتباره رئيسها المباشر منذ استلمت عملها الجديد فى العاصمة النمساوية ڤيينا!
ولكنى أعتقد أن الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، سوف يسبق الأمين العام للمنظمة الدولية، وسوف يطلب من اللواء عبدالعال حل المشكلة دون إبطاء.. وأعتقد أيضاً أن المحافظ سوف يسارع إلى ذلك حتى لا يصل الأمر إلى رئيس الجمهورية فى النهاية!
القصة تتلخص فى مركب عائم جرى سحبه من أمام البنك الأهلى على الشاطئ الشرقى للنيل إلى البر الغربى، حيث شارع المنتزه، وحيث تسكن الدكتورة غادة، وحيث يسكن معها بشر من حقهم أن يعيشوا حياة هادئة، بصرف النظر تماماً عما إذا كان الكثيرون من هؤلاء البشر أصحاب حيثيات فى المجتمع.. إنهم لا يتحدثون عن القضية بوصفهم أصحاب حيثية فى مجتمعهم، ولكنهم يفعلون ذلك ويرسلون خطاباً بهذا الشأن إلى مكتب السيد الرئيس، باعتبارهم بنى آدمين أصحاب بيوت فى المكان لا أكثر ولا أقل!
المركب موجود فى مكانه الحالى بالمخالفة للقانون الذى ينظم عمل مثل هذه المراكب، وبالمخالفة لكل قانون، وهو راسٍ فى مكانه ليفسد على أهل المكان لحظات حياتهم، وقد لجأوا إلى المحافظ لأنه هو حاكم الإقليم، ولأن مشكلة من هذا النوع، وعلى هذا المستوى، يجب أن تجد حلها على يديه دون تأخير، وقبل أن يجد أصحابها أنهم مضطرون إلى طرق باب رئيس الوزراء، ثم باب رئيس الجمهورية فى مرحلة أخيرة!
الحديث عن مشكلة تؤرق حياة سكان الزمالك ليس حديثاً عن مشكلة صغيرة، ولا هو حديث عن مشكلة تخص سكاناً يعيشون حياة الرفاهية فى البلد كما قد تبدو المسألة عند اللحظة الأولى.. لا.. ليس هكذا، ولكن الحديث فى أصله هو عن واجب يقع على كاهل المحافظ فى مراعاة مشاعر الناس.. والحديث هو عن حق كل مواطن مصرى فى أن ينعم بنيل بلده، سواء كان هذا النيل فى أسوان أو كان فى الزمالك.. والحديث هو عن حى هادئ اسمه الزمالك، من واجبنا أن نحافظ على هدوئه ونظافته وتميزه، لا أن ننقل إليه أمراض وآفات باقى الأحياء!
الحديث هو عن إدارة فى المحافظة عليها أن تتجاوب مع مطالب رعاياها العادلة، حتى لا تأخذ المشكلة حجماً أكبر، وحتى لا تطرق باباً أعلى عنده من المشاكل ما يكفيه