بقلم : سليمان جودة
الدنيا قامت فى إسرائيل ولم تقعد بعد، والسبب هدية أخذها معه إلى السودان إيلى كوهين، وزير المخابرات، أثناء زيارة له قبل أسابيع إلى العاصمة السودانية!.. وهى زيارة تأتى بعد علاقات رسمية جرى إطلاقها بين البلدين آخر أيام دونالد ترامب!
الهدية كانت عبارة عن خمسة أجهزة تنفس صناعى يجرى استخدامها فى إسعاف مرضى كورونا، ويصل سعر الجهاز الواحد منها إلى أكثر من عشرين ألف دولار!.. والذين يحتجون على الهدية فى تل أبيب يقولون إن كوهين لم يحصل على الموافقات الحكومية المطلوبة مسبقًا فى مثل هذه الحالة.. وهو يرد ويقول إنه حصل عليها.. ولايزال الجدل دائرًا ومتصاعدًا!
من ناحيتى لم يستوقفنى هذا الأمر فى زيارة وزير المخابرات التى تابعتها فى حينها، لأن الأجهزة الخمسة لم تكن الهدية الوحيدة على متن طائرته!.. ففى حقيبته كان يحمل هدية أخرى تمثلت فى صورة للقدس منقوشة على لوحة معدنية!
ومع ذلك.. فلا الهدية الأولى استوقفتنى ولا حتى الثانية، لأن لوحة كهذه للقدس لا قيمة لها مهما كان شكلها ومهما كانت قيمة المعدن المرسومة عليه، ولأن إسرائيل توزع جرعات من لقاحات ڤيروس كورونا على أكثر من دولة فى المنطقة وخارجها كهدايا سياسية.. وإذا كانت تفعل هذا مع جرعات اللقاحات فليس من الصعب أن تفعله مع أجهزة التنفس الصناعى!
ولا حتى استوقفنى أن كوهين حصل على هدية فى الخرطوم عبارة عن بندقية «إم ١٦»، وأن أمن الطائرة رفض صعودها مع وزير المخابرات، إلا بعد تفكيك أجزائها تمامًا، وإلا بعد أن وافق حاملها على ذلك!
كل هذه كانت فى نظرى تفاصيل، سواء كانت الأجهزة الخمسة، أو اللوحة المنقوشة على المعدن للقدس، أو البندقية التى أثارت مشكلة عند نقلها!
ما استوقفنى حقًا أن الرجل حمل معه إلى السودان هدية من نوع غريب.. هدية كانت عبارة عن سلة من الفواكه التى تزرعها وتنتجها إسرائيل.. وكان الذى استوقفنى فيها أنه أخذها معه ولسان حاله يقول إن هذا هو ما تزرعه وتنتجه بلاده بماء قليل فى قلب الصحراء!.