توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غياب فؤاد معصوم!

  مصر اليوم -

غياب فؤاد معصوم

بقلم : سليمان جودة

أغرب شىء فيما يحدث فى العراق هذه الأيام أن المتابع للأجواء الساخنة جداً هناك لا يسمع عن وجود أى نوع للرئيس العراقى، ولا يشعر بأثر.. أى أثر.. لوجوده فى منصبه!

ليس فيما أقوله تقليل من شأن الرجل بالطبع، فهو اسم محترم، كما أنه صاحب عقل كبير، لأنه فى الأصل دارس للفلسفة وقارئ لها، ولكن ما أقصده أن الرئيس فؤاد معصوم يجلس على الكرسى ذاته الذى جلس عليه صدام حسين لسنين، ولا يمكن أن يكون شاغل الكرسى حاضراً بقوة، فى حالة صدام، ثم يكون غائباً بالكامل عما يجرى فى البلد، فى حالة معصوم!

إننى أعرف أن الدستور الذى حكم به صدام مختلف كل الاختلاف عن الدستور الذى يعمل فى ظله الرئيس معصوم، وأعرف أن الدستور السابق وضع كل شىء دون استثناء فى يد صدام حسين، فضاع البلد على يديه وتعرض للغزو الأمريكى، فلما جاء دستور ما بعد الغزو جعل منصب الرئيس شرفياً، بحيث يكتفى صاحب المنصب بحضور المناسبات والحفلات!

أعرف هذا، وألعن الذى صاغ الدستور العراقى بهذه الطريقة، ولم ينتبه إلى أن بلداً فى حجم العراق وأهميته لا يمكن أن ينتقل من نظام حكم يضع الأمور كلها فى قبضة الرئاسة إلى نظام على النقيض، تغيب فيه الرئاسة نفسها عما يجرى فى الدولة، رغم خطورته البالغة على مستقبل العراقيين جميعاً!

وهل هناك ما هو أشد خطورة من أن يدعو مسعود بارزانى، رئيس إقليم كردستان فى شمال العراق، إلى استفتاء على استقلال إقليمه عن الدولة العراقية، فى الخامس والعشرين من هذا الشهر؟!.. هل هناك ما هو أشد خطورة من أن نصحو على العراق، صباح اليوم التالى للاستفتاء، وقد أصبح دولتين؟!

حدث بهذا الحجم كيف يغيب عنه رئيس العراق غياباً تاماً، فلا تسمع له صوتاً، ولاتقرأ له حرفاً.. تماماً كغياب القاهرة التى لم تعلق على الحدث بكلمة واحدة لوجه الله!

إننى أتابع اهتمام تركيا بالحدث، ومعها اهتمام إيران، والولايات المتحدة، وروسيا، وأبحث فى الوقت نفسه عن اهتمام عراقى رئاسى، أو مصرى، فلا أجد أى شىء، وكأن القصة على بعضها لا تعنينا!

وتكتمل المأساة حين تعلن إسرائيل أنها تؤيد قيام دولة للأكراد فى شمال العراق، وأن علاقتها بهم قوية للغاية، وعلى كل مستوى!

ثم تزداد المأساة مأساوية، عندما يجتمع البرلمان العراقى فى بغداد، ويقرر رفض إجراء الاستفتاء، وتفويض رئيس الوزراء حيدر العبادى باتخاذ ما يلزم للحفاظ على وحدة الدولة العراقية، فيجتمع البرلمان الكردستانى بعدها بساعات، ويعلن أن الاستفتاء سيجرى فى موعده!

يحيرنى غياب فؤاد معصوم عن الصورة غياباً كاملاً!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غياب فؤاد معصوم غياب فؤاد معصوم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon