بقلم : سليمان جودة
تخرجت مريم نبيل فى طب أسيوط، وصارت دكتورة قد الدنيا، ثم اكتشفت أنها جالسة فى البيت بلا عمل، رغم أننا أحوج ما نكون هذه الأيام بالذات إلى جهد كل طبيب جديد!.. وهل هناك دليل على مدى حاجتنا لخريجى الطب الجدد فى كل موقع، أكثر من التفكير فى تأهيل الصيادلة للعمل أطباء؟!.. الفكرة رفضتها النقابة ولم تعد مطروحة ولكن هذا موضوع آخر!
ولو أن المشكلة وقفت عند حدود مريم نبيل، لكانت هينة ولكان حلها سهلاً، ولكن أن تمتد لتشمل سبعة آلاف طبيب تقريباً.. كما تقول هى فى رسالة جاءتنى منها.. فإننا نجد أنفسنا أمام قضية كبيرة فى أشد الحاجة إلى أن تنتبه لها الدكتورة هالة زايد!
وإذا لم تنتبه لها الوزيرة من تلقاء نفسها، فلا بد أن تتلقى تنبيهاً من المستويات الأعلى فى الدولة، حتى لا تتضخم الحكاية وتستعصى على الحل!
وأصل المشكلة، كما فهمت من الرسالة، هو نظام التكليف الجديد الذى وضعته هالة زايد، ثم راحت تطبقه دون أن تلتفت إلى أعراض تطبيقه، ولا إلى التداعيات الناتجة عن التطبيق فى مواقع العمل.. ومن بين التداعيات أن أطباء هربوا من النظام الجديد، وقدموا استقالات من العمل فى الوزارة!.. وعندما يصل الأمر إلى هذا الحد، فليس عيباً أن نراجع نظام التكليف الجديد، لأنه ليس قرآناً مقدساً، ولأنه ليس هدفاً فى حد ذاته، ولكنه وسيلة إلى أداء أفضل فى كل وحدة صحية تخدم المواطنين!
والغريب أن هذا العدد من الأطباء الذين تتحدث عنهم الرسالة، كانوا فى كل مرة عرضوا فيها قضيتهم، أكثر مرونة من الوزارة نفسها.. كانوا يطلبون من الوزيرة أن تجلس معهم لتسمعهم، ولكنها لم تكن تفعل.. وفى إحدى المرات بادرت النقابة بالدعوة إلى لقاء لمناقشة الموضوع، فاعتذرت الوزيرة عن عدم الحضور.. وفى مرة أخرى دعا البرلمان إلى مناقشة الموضوع نفسه، فاعتذرت أيضاً ولم تحضر!
والأطباء أصحاب المشكلة مشهورون بأنهم «دفعة تكليف مارس ٢٠٢٠» ويقولون فى رسالتهم ما معناه إنهم لا يطلبون لبن العصفور، ولكنهم يطلبون إعادة النظر فى بعض بنود النظام الجديد، إذا كان إلغاؤه متعذراً.. والمعنى أن على الوزارة المبادرة باتخاذ خطوة، فى مقابل خطوة من جانب أعضاء هذه الدفعة، ليلتقى الطرفان عند نقطة فى منتصف الطريق.. وبعدها ينزل هؤلاء الأطباء الجدد ليكونوا جنوداً فى المعركة مع ڤيروس كورونا، وفى كل معركة صحية أخرى قادمة!
من حقهم أن تسمع لهم الوزيرة، ومن واجبها أن تنصت إليهم، ومن الحكمة أن نضمهم عناصر جديدة فى كتائب الجيش الأبيض!