بقلم : سليمان جودة
لا أتعرض هنا من قريب ولا من بعيد لقضية الشاب هيثم كامل أبوعلى، فهى أمام القضاء يفصل فيها بما يراه من أوراق أمامه!
حديثى هو تحديداً عن تعليقات مواقع التواصل الاجتماعى، التى رافقت الحادث المتهم فيه الشاب منذ لحظة وقوعه، إلى أن جرت الإحالة إلى القضاء.. كان الواضح جداً، لكل من يتابع، أن كثيرين ممن علقوا وكتبوا وشيروا، لم يكونوا مشغولين بالحادث فى حد ذاته، بقدر ما كان يهمهم التشفى فى كامل أبوعلى، باعتباره صاحب أعمال مشهور داخل البلاد وخارجها.. التشفى وفقط!
كان الواضح أن تناول الحادث من جانب كثيرين ليس الهدف منه الابن المتهم فى القضية، ولا حتى التعاطف الواجب مع أسرة الضحية، وإنما الهدف هو رجل الأعمال لأنه رجل أعمال!
كنت أتابع تدفق التعليقات واندفاعها وأسأل نفسى هذا السؤال: هل كان من الوارد أن تأخذ التعليقات هذا التوجه، لو وقع الحادث نفسه فى بلد آخر؟!
رأيى أن ذلك لم يكن ليحدث.. وبالتالى فما حدث فى هذا السيل من التعليقات، ذات التوجه المحدد منذ البداية، يحتاج فى مجمله إلى تفسير اجتماعى نفسى حقيقى، أكثر منه حاجةً إلى أى شىء سواه.. تفسير لا يشخص ولكن يصف العلاج من مرض هذه هى أعراضه!
ما تستطيع أن تراه من بين سطور التعليقات التى ملأت الفضاء الإلكترونى أن هناك مشكلة بين قطاع كبير من الناس فى مجتمعنا، وبين رجال الأعمال بصفة عامة، وأن هذا القطاع وجد فى الحادث فرصة لتصفية حساب مشكلة لديه مع رجال الأعمال من خلال كامل أبوعلى.. والمشكلة يبدو أنها ليست مع رجال الأعمال وحدهم، ولكنها مع كل صاحب مال فى المجتمع، مع أن الأصل فى المال أنه ليس تهمة أبداً.. لم يكن المال تهمة ولن يكون.. ما دام قد جاء من مصدر مشروع، وما دامت الخزانة العامة تحصل على حقها فى أرباح هذا المال!
كان الله فى عون أم المهندسة ضحية الحادث، فما يشغلها فى الموضوع كله هو الابنة أكثر مما سواها.. وكان الله فى عون كامل أبوعلى، فما يشغله فى الموضوع كله أيضاً هو الابن أكثر مما عداه!.. وبالإجمال، كان الله فى عون مجتمع هذا هو حاله!