بقلم : سليمان جودة
سألتنى الفنانة نبيلة عبيد عما إذا كان من الجائز أن تبقى العلاقة بين مصر والكويت رهينة فى أيدى بعض المتجاوزين على الجانبين؟! وقلت لها إن هذا موضوع يحتاج إلى معالجة رسمية فى العاصمتين.. هنا وهناك.. وإن هذا الملف أصبح لا يختفى إلا ليعود، ولا يعود إلا ليختفى، وكأن طرفاً من نوع ما يحركه فى الخفاء، ثم كأن هذا المحرك الذى لا نراه يحرص على إيقاظ الملف والنفخ فيه، كلما وجد أنه تراجع أو نام.. وتقديرى أن ذلك فى أشد الحاجة إلى وقفة رسمية جادة، وأن الحكومتين فى البلدين مدعوتان إلى اتخاذ خطوة حاسمة فيه.. خطوة تغلقه بحسم لأن ما بين الشعبين لا يحتمل استمرار هذا العبث ولا يحتمل التمادى فيه!
كانت الفنانة الكبيرة تسألنى وهى تتابع مع غيرها، ڤيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعى تنال بالضرورة من علاقة عاشت قوية بين بلدين عربيين.. وكانت تسألنى وهى تأمل أن يتوقف التجاوز سريعاً، وألا يمر الذين يمارسون التجاوز دون عقاب!
وما أقصده بالخطوة التى على الحكومتين اتخاذها، هو صدور بيان مشترك عنهما معاً، وفى توقيت واحد، لأن الأمر زاد عن الحد بالفعل، ولم يعد من الممكن السكوت عليه!.. بيان يقول إن ما بيننا كشعبين وحكومتين قائم، وراسخ، وممتد، وإنه لا يتعين أن يكون لعبة فى أيدى صغار يتبادلون الشتائم على مواقع التواصل!
بيان يقول إن ما فات قد فات، وإن ما هو مقبل سوف يكون له شأن مختلف، وسوف يكون له موقف مغاير، وإن كل متجاوز سوف يؤخذ ليخضع لمساءلة ينظمها القانون!
لقد أصدرت الكويت القانون رقم ٨ لعام ٢٠١٦ بتنظيم الإعلام الإلكترونى، وهو قانون كنت قد أشرت إليه فى حينه، عندما أهدانى الشيخ سلمان الحمود، وزير الإعلام الكويتى وقتها، نسخة منه.. وكنت قد دعوت إلى إصدار قانون مماثل فى كل عاصمة عربية، لأن ما تقدمه مواقع التواصل من تجاوزات فى كل لحظة، لا حل لها سوى تطبيق مثل هذا القانون عليه.. إن القانون رقم ٨ يتحدث عن جرائم الإعلام الإلكترونى، وعن العقاب الذى سيكون فى انتظار مرتكبيها.. وهو قانون له شبيه مبكر فى المغرب وفى الإمارات.. وعندنا فى القاهرة قانون يماثله، ولا سبيل لوقف ما يرتكبه آحاد على المواقع سوى تطبيق هذا القانون على كل كلمة تصدر عن أى منهم، خصوصاً إذا كانت هذه الكلمة تسىء إلى شعب بكامله، لا الى مجرد فرد عابر على الطريق!
بيان مشترك مصرى كويتى بهذه الصيغة وبهذه الطريقة، كفيل بوقف هذا المسلسل السخيف.. وإلى الأبد!.. وكفيل بقطع الطريق على الذين يؤججون النار كلما خبت شعلتها وانطفأت!.. بيان مشترك يعيد الأمور إلى موقعها الصحيح!