توقيت القاهرة المحلي 08:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدخل مختلف إلى السد!

  مصر اليوم -

مدخل مختلف إلى السد

بقلم : سليمان جودة

رغم عدم وجود علاقة بين الحكومة فى إثيوبيا، وبين الجماعة الحوثية فى اليمن، إلا أن التأمل فى سلوك هذه الجماعة فى الكثير من الحالات مع الحكومة اليمنية فى صنعاء يمكن أن يساعدنا فى التعامل مع قضية سد النهضة بشكل من الأشكال!.

فجماعة الحوثى تفاوض حكومة اليمن من سنين، وقد كان التفاوض يجرى مرة فوق الأراضى اليمنية نفسها، ومرة أخرى فى استضافة الكويت، ومرة ثالثة على أرض السويد!.

وفى إحدى المرات ضاقت الحكومة الكويتية بمساومات الجماعة، فأعلنت بعد جولة واثنتين وثلاث من جولات التفاوض على أرضها أن هناك مشكلة لابد من الكشف عنها أمام الجميع، وأن هذه المشكلة هى أن الحوثى لا يكاد يتعهد بشىء حتى يرجع عنه فى اليوم التالى!.

وكانت هذه حقيقة ولا تزال.. وكان سببها أن الطرف الحوثى لا يتخذ قراره إلا بالعودة إلى حكومة المرشد فى طهران، فإذا حدث والتزم بشىء على المائدة ثم أحس بأن ما تعهد بالالتزام به ليس على هوى الحكومة فى إيران، تحجج بأى شىء وتحلل من التزاماته!.

وهكذا دارت المشكلة فى اليمن فى حلقة مفرغة، ولا تزال.. ولو أن الحوثيين تخلصوا من هيمنة النفوذ الإيرانى عليهم وتصرفوا وفق المصلحة اليمنية الخالصة، فسوف تجد القضية هناك حلًا فى خلال ساعات!.

وإحساسى أن هذا ينطبق كاملًا على الحكومة الإثيوبية التى نفاوضها فى ملف السد، سواء كانت الحكومة الحالية، أو الحكومة السابقة التى كان رئيسها فى القاهرة قبل أيام يبتسم للكاميرات ويعطى وعودًا، ثم فى اليوم التالى مباشرةً تتغيب بلاده عن الجولة الأخيرة من جولات التفاوض فى واشنطن!.

وقد تكرر التخلى عن الوعود.. والحديث عن شىء ثم التصرف بعكسه طول الوقت.. والكلام دون الفعل.. تكرر هذا كله حتى صار أمرًا مملًا، ومكشوفًا، وسخيفًا!.

وقد استمرأت الحكومة فى أديس أبابا هذه الطريقة فى التعامل مع الموضوع، وأصبحت أقرب ما تكون إلى الحاوى الذى كلما ملّ المتحلقون حوله من لعبة فى يده، أو من خدعة يمارسها أمامهم، دس يده فى الجراب تحت قدميه وأخرج لعبةً جديدة، أو راح يفكر فى خدعة مغايرة يستهلك بها وقت المتفرجين!.

ولسنا بالطبع متفرجين فى مسألة السد، إننا طرف قوى وأصيل، وأتخيل أن استحضار المثل الحوثى يمكن أن يمنحنا مدخلًا مغايرًا إلى هذا الملف، الذى طال التفاوض حوله واستطال بأكثر من اللازم!.

الكلام مع الحوثى فى اليمن لم يعد مجديًا، والمُجدى هو الكلام مع الذى يحرك الحوثى.. وكذلك بالضبط حكومة آبى أحمد فى العاصمة الإثيوبية.. فالمؤشرات كلها تقول إنها لا تتحرك من رأسها، وإن هناك طرفًا أو أطرافًا تحركها، وربما يكون علينا أن نخاطب هذه الأطراف قبل أن نخاطب إثيويبا.. فالتجربة تقول إن التوجه بالخطاب إلى حكومة آبى أحمد، باعتبارها صاحبة قرار مستقل فى الموضوع، ليس سوى مضيعة للوقت!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدخل مختلف إلى السد مدخل مختلف إلى السد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon