بقلم : سليمان جودة
المؤكد أن وزارة الخارجية تتابع رد فعل إثيوبيا على تصريح الرئيس الأمريكى حول سد النهضة.. فالخارجية الإثيوبية انتفضت بقوة وقررت، حسب كلام المتحدث باسمها، دفع سفاراتها وقنصلياتها فى العالم إلى الحركة النشيطة المضادة فى الموضوع!.
وما يفهمه المتابع من كلام المتحدث الذى أذاعته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية أنهم سيتحركون وفق منطق مظلومية يصورهم ضحية لظلم وقع عليهم من تصريح ترامب!.
والفكرة ليست فى أنهم سيتحركون، ولا فى أنهم استقروا على استخدام هذا المنطق الذى يضعهم فى خانة المظلوم، ويضعنا بالتالى مع الأمريكان فى مربع الظالم لهم.. فلقد فعلوا هذا معنا كثيراً، وصوروا أنفسهم هكذا طويلاً، ولكن الفكرة فى أنهم قرروا تطويع تصريح الرئيس ترامب وتلوينه، بحيث يفهم الرأى العام الذى سيخاطبونه فى كل عاصمة عالمية أن ترامب يقف عن غير حق إلى جوار القاهرة ضد أديس أبابا!.
وهذا ما لم يحدث طبعًا.. ولكنها النوايا غير الطيبة التى تصرفوا بها فى الملف كله منذ البداية، وبالذات مع حكومة آبى أحمد التى تحكم حاليًا فى إثيوبيا!.
إنهم يتحدثون فى مواجهة ما قاله الرئيس الأمريكى عن حق ثابت لهم فى تنمية بلادهم، وعن أن سد النهضة هو الذى سيحقق هذا الأمر، وعن أن سيد البيت الأبيض يريد بتصريحه أن يصادر عليهم هذا الحق فى تنمية البلد، وعن أننا بالتالى نفعل ذات الشىء!.
هذا ما يقولون إنهم سيبدأون الترويج له على مستوى كل سفارة وكل قنصلية إثيوبية.. وكله باطل كما ترى.. ولكنهم يرغبون فى إلباسه ثوب الحق، وهذا ما يتعين على كل سفارة لنا وكل قنصلية أن تكشفه، وهذا أيضاً ما أتوقع أن يكون الوزير سامح شكرى قد أعد له عُدته، كما أن هذا ما أتوقع أن تكون الخارجية قد زودت سفاراتنا وقنصلياتنا بكل مادة مطلوبة فيه!.
ففى كل اتجاه ستسعى سفارات وقنصليات إثيوبيا على أرضه بهذا الباطل حول العالم، توجد أوساط سياسية لا تحيط بالقضية كما يجب ولا تعرف ما هو أصل الخلاف.. وهذا هو دورنا، وهو ملعبنا، وهذا هو مرمانا الذى على الخارجية أن تحرز فيه كل الأهداف، لأننا نتكلم فى قضية عادلة تقول إن تشييد السد إذا كان يمثل لهم حقًا فى التنمية، فالمياه التى يحجبها عنا تمثل لنا حقًا فى الحياة نفسها!.