بقلم : سليمان جودة
أشياءٌ كثيرةٌ يمكن الحديث عنها فى ملف القمة العربية الثلاثية، التى انعقدت أمس الأول فى العاصمة الأردنية عمان، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى!. ولكن الشىء الذى استوقفنى أن هذه هى القمة العربية الأولى التى تنعقد بالحضور المباشر فى زمن ما بعد ڤيروس كورونا، إذا افترضنا أننا غادرنا زمن الڤيروس، ولو نسبيًا، وصرنا فى مرحلة ما بعد الوباء!.
وكنا قد عشنا ستة أشهر مرهقة نتابع خلالها اجتماعات على مستوى القمة وغير مستوى القمة، غير أنها كلها كانت تجرى عن بُعد، دون أن يتمكن الأشخاص من اللقاء المباشر الذى يتيح فرصة للتفاعل الشخصى، لا تتوافر بالضرورة عندما يتخاطب الناس عبر شبكة الإنترنت!.
صحيح أن القادة الثلاثة لم يجدوا مفرًا من ارتداء الكمامة الطبية، وكأن الڤيروس اللعين يأبى إلا أن يظهر فى كادر الصورة.. ولكن الأصح أن اللقاء بينهم وجهًا لوجه فى قاعة واحدة قد أعطاهم أرضية من التواصل والتفاهم لا تتواجد عندما يظهر الشخص على شاشة، ثم يتكلم مع شخص آخر من خلال شاشة أيضًا!.
وربما يكون انعقاد القمة الثلاثية بهذه الطريقة التى اعتادت عليها القمم المماثلة فى المنطقة هو دعوة إلى قمة عربية أشمل تضم الدول العربية كلها، لأن الاستهداف الذى تتعرض له أرض العرب فى أكثر من بلد أمر غير مسبوق، ولأنه كذلك، فإنه يجعل من انعقاد القمة العربية الشاملة مسألة عاجلة، ويجعلها فرض عين على كل عاصمة عربية، لا فرض كفاية إذا قام به طرف سقط عن الطرف الآخر، كما يقول أهل الفقه!.
كان من المفترض أن تنعقد القمة العربية السنوية فى موعدها الثابت آخر مارس، لكن كورونا أطاح بها، كما أطاح بأشياء عديدة فى حياتنا.. وكان أمين عام الجامعة العربية أحمد أبوالغيط قد أعلن تأجيلها من مارس إلى يوليو، على أن تنعقد فى الجزائر!.
وقد انقضى يوليو، وكاد أغسطس ينقضى دون حِس أو خبر، ولا أتصور أن المشكلة فى مكتب أمين عام الجامعة، فالرجل يتمنى لو عَقَد قمةً فى كل شهر، وأتخيل أنه يحاول ما استطاع، ولسان حاله يقول: صح منى العزم.. ولكن الدهر أبى!.