بقلم : سليمان جودة
لا يكاد يمر يوم إلا ويكون التوك توك طرفًا فى حادث منشور، وقد تأتى أيام يكون فيها طرفًا فى أكثر من حادث فى اليوم الواحد!
وإذا كان بيننا من يتابع صفحات الحوادث فى الجرائد ويتوقف عند محتواها فسوف يلاحظ ذلك بسهولة، وسوف لا يكون فى حاجة إلى جهد فى المتابعة، وسوف يزعجه للغاية أن تكون هذه المركبة الصغيرة سببًا مباشرًا فى كل هذه الحوادث الكبيرة!
ومنتهى الأمل أن ينتقل الانزعاج من آحاد الناس الذين لا حول لهم ولا قوة، إلى الجهات المسؤولة التى يعنيها مثل هذه القضية الخطرة!
وهى خطرة لأنها تتصل بحياة الناس وأمنهم على نحو مباشر، ولأنها تنتظر حزمًا لا يعرف التهاون فى التعامل مع هذه الوسيلة من وسائل المواصلات!.. وإلا.. فهل يجوز أن نصادف التوك توك يجرى على الطرق السريعة؟!.. وهل من المقبول أن يخترق المدن والميادين بهذا القدر من البجاحة، وهذا الحجم من الاستهتار، وهذه الدرجة من العربدة فى الشوارع الرئيسية دون رادع حقيقى يردعه؟!
صباح السبت ٣٠ يناير كان التوك توك سببًا مباشرًا فى حرق ١٢ محلاً فى التوفيقية، بعد أن تبين لأجهزة الأمن أن الجانى فى الحريق حصل على البنزين الذى أشعل به النار من سائق توك توك!.. ثم كان سببًا كذلك فى اليوم نفسه فى جريمة قتل فى الشرقية راح ضحيتها صغير كان يعمل على توك توك.. وفى صباح الأحد ٣١ كشف الأمن عن جريمتين فى الغربية والدقهلية كان التوك توك وراءهما!
هذا التوك توك الذى يتقافز فى الشوارع يجب ألا يقترب من الطرق السريعة، فضلاً عن أن يستخدمها ويمشى عليها ويتمخطر!.. وهذا التوك توك يجب ألا يقوده إلا سائق مؤهل للقيادة تمامًا.. وهذا التوك توك يجب ألا يغادر ملعبه فى الشوارع الضيقة التى لا تستطيع السيارات العادية أن تصل إليها أو تتحرك فيها.. وهذا التوك توك يجب ألا يتحرك إلا إذا كان يحمل أرقامًا مرورية واضحة غير مطموسة!
ثم أين ما قيل عن إحلال سيارات بديلة مكانه؟!.. الأمر يتعلق بالأمن فى مفهومه العام، ويتعلق بحياة المواطنين، ويحتاج إلى يقظة أكثر، وانتباه أكثر وأكثر.. ولابد أن أى مراجعة لصفحات الحوادث على امتداد شهر واحد سوف تقول هذا وتؤكده!.