توقيت القاهرة المحلي 21:58:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليس كله استعراضًا

  مصر اليوم -

ليس كله استعراضًا

بقلم: سليمان جودة

طغيان الجانب الاستعراضى فى مشهد الهجوم الإيرانى على إسرائيل يوم أول أكتوبر، وكذلك فى الهجوم الذى وقع فى إبريل، لا ينفى أن للهجوم فى الحالتين جوانب أخرى إيجابية لا بد من الإشارة إليها حتى تكتمل الصورة أمامنا.

ذلك أن بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة التطرف فى تل أبيب، كان قد قال، قبل الهجوم الأخير بساعات قليلة، إن بلاده قادرة على الوصول إلى أى مكان فى الشرق الأوسط. وعندما قال هذا الكلام فإنه كان يخاطب إيران والإيرانيين بالأساس.

فإذا ما جاء الهجوم بعد كلامه مباشرةً ليضرب أهدافًا فى تل أبيب نفسها، فهذا معناه أن حكومة المرشد على خامنئى فى طهران كانت ترد عليه باللغة ذاتها، وكانت تقول له إنها أيضًا قادرة على الوصول إليه.. هذه واحدة.. والثانية أن إسرائيل تفرض تعتيمًا إعلاميًّا شديدًا على خسائرها فى حربها الحالية، وبالتالى، ليس من السهل أن نتعرف على ما إذا كانت صواريخ إيران قد أصابت أهدافًا وحطمتها بالفعل، أم أنها قد طاشت كلها كما راح الإعلام يذكر عنها فى وقتها؟.

والثالثة أن تل أبيب تتصور أنه لا طرف فى المنطقة يفكر فى استهدافها، فضلًا عن أن يذهب فى تفكيره إلى حد ترجمته إلى فعل.. فهناك فارق كبير جدًّا بين أن تهاجمها فصائل أو ميليشيات من غزة، أو من جنوب لبنان، أو من الضفة، أو من اليمن، أو من سوريا، أو من العراق، وبين أن يكون الاستهداف من جانب دولة بحجم إيران.

والرابعة أن الهجوم قد أصاب الإسرائيليين بالهلع، فلجأوا إلى الملاجئ والأنفاق التى جهزوها لهذا الغرض، وقد نقلت وكالات الأنباء صورًا من داخل الدولة العبرية لإسرائيليين فى تجمعات خائفة وهاربة، بينما الرعب يبدو على وجه كل واحد فيهم.. وهذا أيضًا جانب مهم لعلهم يذوقون بعض ما أذاقوه للناس فى غزة، وفى الضفة، وفى جنوب لبنان.

والخامسة أن إسرائيل ليست هى التى صدّت الصواريخ الإيرانية، وإنما صدتها دفاعات الولايات المتحدة وبريطانيا بالأساس، ومعهما دفاعات من دول أخرى.. ولا بد أن هذا قد جعل إسرائيل تشعر بالعجز على الأقل بينها وبين نفسها، فلو تخلت عنها واشنطن أو لندن فلن يكون فى مقدورها أن تحمى نفسها لا أن تهاجم غيرها. هجوم إيران على إسرائيل ليس كله استعراضًا، وإذا كان الاستعراض هو الجانب الذى ظهر منه وانتشر، فليس معنى ذلك أنه يخلو من جوانب أخرى، ولا بديل عن إظهار هذه الجوانب الأخرى فى مواجهة حكومة إسرائيلية تعيش على التطرف إلى أقصى مدى وتتنفسه وتتغذى عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كله استعراضًا ليس كله استعراضًا



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon