بقلم - سليمان جودة
التحية واجبة للرئيس على عبارة هى الأهم دون منافس، فى خطاب أداء اليمين أمس الأول.. العبارة تقول: أؤكد لكم أننا سنضع بناء الإنسان المصرى على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة المقبلة، يقيناً منى بأن كنز أمتنا الحقيقى هو الإنسان.
وفى أثناء الخطاب شرح الرئيس ما يقصده فقال ما معناه إن ملفات الصحة والتعليم والثقافة سوف تكون فى مقدمة اهتماماته على مدى أربع سنوات مقبلة.
ومعنى هذا أن أولويات الفترة الرئاسية الثانية ليست هى أولويات الأولى، وأن رأس الدولة قد أعاد ترتيب الأوراق على مكتبه، فدفع بقضايا الإنسان إلى موقع متقدم فى قائمة الاهتمامات!.. والمؤكد أن ذلك سيكون فى حساب الرئيس عندما يتحقق على الأرض، لأن الإنسان فى هذا البلد قد طال إهماله ونسيانه، حتى لم يعد تقريباً يصلح لشىء.. نعم لا يصلح لشىء!.
والغالب أن مشروع تطوير التعليم الذى يتبناه هذه الأيام الوزير طارق شوقى هو الأساس الذى ستتحرك الدولة عليه، فى اتجاه ترجمة كلام الرئيس من عبارة فى خطاب أداء يمين إلى واقع حى يعيشه الناس!.. ولكن المشكلة أن فى المشروع ثلاثة تساؤلات حائرة لا يجد المصريون جواباً لها، ولا يتطوع الوزير بالإجابة عنها، حتى ولو من باب إقناع الرأى العام فى البلد بما سوف يفعله!.
الأول عمَنْ بالضبط وضع الخطوط العامة للمشروع؟.. هل وضعها خبراء تعليم مصريون، أم وضعها أهل تخصص من خارج البلاد؟!، ومَنْ هُم فى الحالتين؟!.. هذا سؤال تظل إجابته فاصلة فى كسب تأييد الغالبية من المواطنين أثناء تنفيذ المشروع على الأرض!.
والثانى هو عن طبيعة المشروع، وعما إذا كان مشروع دولة سوف يستمر، مهما كان اسم الوزير الجالس على الكرسى فى الوزارة، أم أنه مشروع الوزير الحالى، وبالتالى سوف يختفى معه، شأن مشروعات كثيرة من النوع نفسه تابعناها من قبل، لنبدأ عندئذ من المربع الأول من جديد؟!.. والثالث عن ملامح المشروع العامة، بوضوح يفهمه كل إنسان مهما كان حظه من التعليم.. إن المتابعين للمشروع لا يتوقفون عن طرح الأسئلة الثلاثة.. والوزير من ناحيته يبدو غير مهتم بالجواب!.. وإذا اهتم فإنه يهتم مغرداً عن طريق الواتس أب.. والشارع فى غاية القلق، لأن ما يفكر فيه الوزير ليس واصلاً إلى الناس، وإذا كان واصلاً فالغموض أهم صفة فيه!
نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع