توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كريم العنصر.. لا العنصرين

  مصر اليوم -

كريم العنصر لا العنصرين

بقلم: سليمان جودة

قد أحب نشيد سيد درويش الذى يقول «بلادى بلادى بلادى»، وقد أميل إلى نشيد آخر له يقول «قوم يا مصرى.. مصر دايمًا بتناديك».. ولكنى لا أحب ولا أميل إلى نشيد ثالث له يقول: أنا المصرى كريم العنصرين!.

ورغم أن هذا النشيد الأخير شاع وانتشر، ورغم أن كثيرين رددوه من بعد سيد درويش فى مناسبات مختلفة، ورغم أنهم جميعًا كانوا أصحاب نوايا طيبة بالتأكيد، فإنهم لم ينتبهوا إلى أن المعنى الكامن الذى يقوله عنوان النشيد ليس هو المعنى الذى يجب أن نردده أو نقوله.

إن سيد درويش يقول دون أن يدرى إن فى مصر عنصرين، وهو دون أن ينتبه يضعنا أمام عنصر فى مقابل عنصر، وهو دون أن يقصد يتحدث على هذا الأساس الذى يقول بالعنصرين فى البلد لا العنصر الواحد، وبالجزءين لا الجزء الواحد.. وبالجبهتين لا الجبهة الواحدة.

ولا أعرف كيف فات هذا المعنى على سيد درويش!، ولا أعرف كيف مرّ المعنى نفسه على كل الذين رددوه وراحوا يتغنون به فى كل المناسبات الوطنية!.

ما أريد أن أقوله إن مصر واحدة وليست اثنتين، وما أريد أن أقوله إن الظاهر الجميل للنشيد أو لعنوانه يخفى وراءه معنى ليس هو الذى علينا أن نحتفى به، أو نحتفل، أو نردده فى كل مناسبة نرى أنها تدعو إلى الاحتفاء والاحتفال.. فالمواطن فى هذا البلد مصرى ولا شىء آخر، وبالتالى، فالكل يتجسد فى واحد لا فى اثنين، ولا فى عنصرين، ولا فى شيئين.. ولا شأن للديانة بالموضوع لأنها تخص صاحبها وحده، وتتصل بعلاقته بخالقه.. هى علاقة بينهما وحدهما.. هى علاقة بين إنسان وبين رب خالق، وليس من المطلوب أن تكون موضوعًا لنشيد وطنى، حتى ولو كان هذا النشيد يصف العنصرين بأنهما عنصران كريمان.

الغالب أن مثل هذه المعانى الخفية لم تخطر على رأس سيد درويش وهو يضع النشيد، ثم وهو يُطلقه فى المدار الوطنى، ومن بعده راح الملايين يرددونه ولا يزالون.. بل يجدون متعة فى ترديده سواء على مستوى الكلمة أو على مستوى اللحن.

الأمر بالنسبة لى يبدو مثل لوحة فنية غنية لا تراها جيدًا إلا إذا ابتعدت عنها، ولا تراها فى مجملها إلا إذا أخذت مسافة منها.. إن مصر لا تعرف ولا تقبل القسمة على اثنين، والمواطن فيها مصرى وفقط، ولا شىء يعلو على مصريته أو يزيد.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كريم العنصر لا العنصرين كريم العنصر لا العنصرين



GMT 19:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الموازنة والـمئة دولار !

GMT 09:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 08:25 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 08:24 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 08:23 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 08:21 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 08:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

جرعة تفاؤل!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon