بقلم : سليمان جودة
لا بد أن الغيرة قد سيطرت على عشاق كرة القدم طوال النصف الثانى من يناير، الذى أقيمت خلاله بطولة العالم فى كرة اليد عندنا، وكاد منتخبنا الوطنى الرائع يحصل عليها بقيادة هشام نصر، لولا أن منتخب الدنمارك الذى حمل اللقب فى السنة الماضية، قد كتب الله له أن يحمله هذا العام أيضاً! وسبب الغيرة أن مباريات البطولة كشفت، على مدى أسبوعين، أن الساحرة المستديرة ليست وحدها صاحبة الشعبية بين المصريين، وأن كرة اليد يمكن أن تنافسها بقوة فى الشعبية!
والذين تحركوا فى الشوارع أثناء المباريات قد لاحظوا ذلك بالضرورة، وخصوصاً خلال المباريات التى كان منتخبنا طرفاً فيها!.. ففى أثناء مباراته مع منتخب سلوفينيا خلت الشوارع من المارة أو كادت، ثم خلت أكثر خلال مباراته مع منتخب الدنمارك الذى جرى تتويجه فى النهاية! وليست صدفة أن تقرر القاهرة استضافة البطولة وسط أجواء كورونا القاتمة، ولو اعتذرت مصر عن الاستضافة بداعى هذا الڤيروس اللعين ما كان أحد سوف يلومها.. وجميعنا يرى دولاً حول العالم خافت من الوباء وتحللت من ارتباطات كثيرة على أرضها!
ومع العدد الهائل الذى استضفناه من الضيوف، واللاعبين، والمرافقين، والصحفيين، لم نسمع عن شىء وقع فأفسد سياق البطولة، ولا قرأنا شيئاً هنا أو فى الخارج عن تقصير من جانب الإدارة المسؤولة، ولا عن أننا كنا أقل من أن ننظم بطولة بهذا الحجم وعلى هذا المستوى!
وكان حضور رأس الدولة فى الافتتاح دافعاً إلى إنجاح البطولة بكل طريقة، ثم كان حضور رئيس الوزراء فى حفل الختام مع الوزير المسؤول، أشرف صبحى، دافعاً مضافاً إلى أن يدوم النجاح فى التنظيم وفى الإدارة حتى اللحظة الأخيرة!
ولكن.. إذا كان منتخب الدنمارك قد حاز بطولة العالم هذه السنة، فإن بطولة موازية تبقى من حق الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، ليس فقط لأنه يرأس الاتحاد من عشرين سنة، وإنما لأنه وظف خبرة العشرين عاماً فى إخراج البطولة على أرض بلاده على أفضل ما يكون!