توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عملية تضليل الرئيس!

  مصر اليوم -

عملية تضليل الرئيس

سليمان جودة

قبل شهر من الآن كان الرئيس قد عقد اجتماعاً مع وزيرة التعاون الدولى وقال فى أثناء الاجتماع، بأوضح لغة ممكنة، إنه لا توقيع على أى قرض دون التأكد مسبقاً من قدرتنا على سداده.

وكانت الصحف قد صدرت فى اليوم التالى للاجتماع، وهى تحمل تأكيدات الرئيس فى صورة مانشيتات بعرض صفحاتها الأولى، بما يعطى بالطبع إشارات معينة، وإذا حاول أحد أن يعود اليوم إلى ما أكده الرئيس وقتها، فسوف يلاحظ أن كلامه كان واضحاً للغاية، ثم سوف يلاحظ شيئاً أهم، هو أن الرئيس فيما يبدو يقع تحت ضغوط شديدة من أجل دفعه نحو الاقتراض بأى طريقة.

وقد تصورنا يومها أن حنفية الاقتراض، التى تنهمر علينا منذ تولت وزيرة التعاون الدولى منصبها فى الحكومة، سوف تتوقف ولو قليلاً حتى نلتقط أنفاسنا، وحتى نتأكد قبل اقتراض دولار واحد، لا 12 ملياراً كما يجرى الكلام هذه الأيام، من أن هذا الدولار الواحد سوف يجرى إنفاقه فى سبيل تعظيم إنتاجيتنا فعلاً، ثم نتأكد أكثر من أنه لن يكون قيداً حول رقابنا غداً، أو بعد غد فى اتجاه خنقنا!

تصورنا هذا، ونمنا مطمئنين إلى أن تأكيد الرئيس، خلال اجتماعه بالوزيرة، سوف يؤخذ به، وسوف يكون موضع حساب وموضع اعتبار، فإذا بنا نفيق على قرض قيمته 12 ملياراً.. يعنى 12 ألف مليون دولار.. يعنى رقم 12 وأمامه تسعة أصفار مرة واحدة!

ما الذى جرى خلال شهر لا أكثر، بين لحظة بدا فيها الرئيس حريصاً على ألا يورط بلده فى أى مديونية جديدة، وبين لحظة نجد فيها أنفسنا منساقين كأننا منومون لنوقع على قرض لا نعرف ما هى بالضبط شروطه.. وما هى وجوه إنفاقه عندما يأتى إلينا؟!.. ماذا جرى خلال شهر لا أكثر كان الرئيس فى أوله متمسكاً بعدم التوقيع على استدانة دولار واحد، فإذا به فى آخره مطالب بأن يضع توقيعه على اقتراض 12 ألف مليون دولار؟!

الحكومة تقول، فيما تقول، إنها لن تقبل شروطاً صعبة من صندوق النقد الدولى، فى مقابل القرض.. وهذا فى حد ذاته شىء حسن.. ولكن المشكلة أنها لا تقول لنا ما هى هذه الشروط الصعبة بالضبط.. وما هى فى مقابلها الشروط السهلة على وجه التحديد؟!

يصعب علىّ جداً أن أرى بعينى أن الرئيس يتعرض فى ملف الاقتراض لعملية تضليل واسعة من جانب أعضاء فى المجموعة الاقتصادية فى الحكومة، ثم ألتزم الصمت.. يصعب علىّ جداً، لأن الرجل الذى أنقذ كيان الدولة فى 30 يونيو 2013، لا يمكن أن يكون هذا جزاءه، ولا يمكن أن يكون على هذا الرجل، ناصع الوطنية، أن يدفع الفاتورة سياسياً وحده هكذا.. لا يمكن!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عملية تضليل الرئيس عملية تضليل الرئيس



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon