توقيت القاهرة المحلي 06:22:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطرابيلي.. رابع أربعة!

  مصر اليوم -

الطرابيلي رابع أربعة

بقلم : سليمان جودة

كانوا ثلاثة عادوا من الخليج بعد أن أسسوا جريدة «الاتحاد» الإماراتية، فجعلوها واحدة من الصحف المقروءة فى أبوظبى وخارجها!.. وكان الثلاثة من بين أبناء مؤسسة أخبار اليوم التى امتازت بشيئين منذ أطلقها مصطفى وعلى أمين منتصف القرن العشرين!.

كان الشىء الأول الذى تميزت به صحافة أخبار اليوم أنها عاشت منصة لإطلاق النجوم فى عالم الصحافة.. وكان الشىء الثانى أنها صحافة عاشت قريبة من الناس!.. وكان مصطفى وعلى أمين من ملوك الصحافة الشعبية، وكلاهما كان يمتلك قدرة ساحرة على الوصول إلى عقل القارئ ووجدانه!.

وتزامل الثلاثى مصطفى شردى وجمال بدوى وعباس الطرابيلى فى تأسيس صحيفة الوفد بمثل ما تزاملوا فى تأسيس الاتحاد.. وعندما انضم إليهم سعيد عبدالخالق فى مرحلة لاحقة، فإنهم صنعوا من الوفد صحيفة فريدة، واقتربوا بتوزيعها من المليون نسخة أيام أحداث سليمان خاطر!.

أضافوا خبرة اكتسبوها لسنوات فى الخليج، إلى مذاق مصرى كان سعيد عبد الخالق يجيد صناعته، فكنت ترى قراء الوفد ينتظرون وصولها ليلًا إلى باعة الصحف ويتخطفونها قبل أن تنفد الأعداد المطبوعة، وكان ذلك دليلًا متجددًا على أن القارئ إذا أحس بصدق الصحيفة فى نقل همومه إلى صانع القرار فإنه يبادلها صدقًا بصدق!.

كان هؤلاء الأربعة الكبار قد شغلوا البلد بصحافة جديدة كانوا يقدمونها، وكانوا محل غيرة شديدة من الصحافة القومية التى تملكها الحكومة، ودارت بين الطرفين معارك لم تكن تنتهى، وكان محور المعركة هو القارئ الذى كان يجد فى الوفد صحافة طازجة تخاطبه بما يحب ويرغب!.

وكان كل واحد من الأربعة يستحوذ على لون صحفى يميزه، فشردى هو بطل الصحافة الحراقة، وبدوى هو فارس الصحافة التى تمزج الواقع بالتاريخ، والطرابيلى هو أستاذ الصحافة التى لا تجد نفسها إلا فى الانغماس بين مشاغل الناس، وعبدالخالق هو خبير صناعة الخبر الذى يستولى على اهتمام القراء!.

وعندما رحل شردى وبدوى وعبدالخالق، فإن الطرابيلى عاش بعدهم حارسًا على القيم الصحفية التى أسسوا لها، وفيًا لذكرى زملاء المهنة والمشوار، حريصًا على تقاليد المهنة التى لا تحيا صحافة بغيرها.. عاش يمنح القارئ فى كل صباح شيئًا من تجارب مسيرة طالت فى الحياة إلى ما فوق العقود الثمانية، وامتدت فى الصحافة إلى ما يقترب من ستين سنة!.

يرحم الله الرجل ويرحمهم بقدر ما أخلصوا وقدموا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرابيلي رابع أربعة الطرابيلي رابع أربعة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon