توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العكس هو الصحيح

  مصر اليوم -

العكس هو الصحيح

بقلم: سليمان جودة

أشك فى أن تكون الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى السابق، دونالد ترامب، قد جمعت ٣٤ مليون دولار تبرعات، بعد ساعات قليلة من قرار هيئة المحلفين إدانته أمام القضاء.. فالحملة أشاعت هذا الخبر مساء الجمعة، آخر أيام مايو، وهو اليوم نفسه الذى أصدرت فيه هيئة المحلفين قرارها بإدانته فى ٣٤ قضية جنائية كاملة.
هذا الأمر يحمل فى تفاصيله من الشكل والمضمون ما لا بد أن يستوقفنا.. أما الشكل فهو هذا التطابق الكامل بين الرقمين، فليس من المعقول أن تكون الحملة قد جمعت ٣٤ مليون دولار، وأن تكون القضايا الجنائية المتهم فيها ترامب ٣٤ قضية أيضًا!!.. هذه مسألة لا يستسيغها العقل.. اللهم إلا إذا كانت على سبيل النكتة أو المزحة السياسية المقصودة، أو يكون القصد هو القول بإنه قد تم جمع مليون دولار فى مقابل كل جريمة جرى اتهامه فيها!.

وأما المضمون فهو يحمل سؤالًا عما إذا كان الناخب الأمريكى على هذه الدرجة من السذاجة السياسية التى تجعله ينحاز إلى رئيس سابق متهم ومدان معًا؟، إن الرئيس السابق ليس متهمًا فى قضايا جنائية وفقط، ولكنه مُدان فيها من هيئة محلفين.. وما نعرفه أن قضية جنائية واحدة كفيلة بالتأثير المباشر على سمعة أى سياسى، فما بالنا إذا كانت المحاكمات والإدانات فى ٣٤ قضية معًا؟.

وقد كان الظن أن هذه الرغبة المحمومة لدى ترامب فى العودة للبيت الأبيض، سوف تصرف عنه الناخبين والأمريكيين فى العموم، ولكن الحاصل هو العكس- كما تقول استطلاعات الرأى العجيبة التى نطالع تفاصيلها يومًا بعد يوم.

والأغرب أن ترامب نفسه كان يقول قبل انتخابه فى المرة السابقة ما معناه إنه لم يسدد ضرائبه عن بعض أنشطته الاقتصادية، ومع ذلك نجح وقضى أربع سنوات فى البيت الأبيض.. حدث هذا رغم أن التهرب من دفع الضرائب المستحقة فى الولايات المتحدة جريمة مضاعفة: فالقانون يعاقب عليها.. وهذا مهم.. ولكن الأهم أنها تحط من شأن صاحبها أمام الناس.

القضايا التى جرت إدانته فيها ليست سياسية بالمرة، ولو كانت من هذه النوعية لكان من الممكن أن نصدق أن الإدانة سياسية، ولكان من الجائز أن يتعاطف معه الناخب، وأن يكون هذا التعاطف مما نتقبله.

عندما حققت إسرائيل فى أسباب هزيمتها سنة ١٩٧٣، اكتشفت أن كل ما افترضته قبل الحرب كان عكسه هو الصحيح!.. وهذا مع الفارق ما يمكن أن تجده فى حكاية ترامب العجيبة مع الناخب من أولها لآخرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العكس هو الصحيح العكس هو الصحيح



GMT 08:58 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon