توقيت القاهرة المحلي 18:08:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وفاء امرأة!

  مصر اليوم -

وفاء امرأة

بقلم : سليمان جودة

يعجبنى وفاء هذه السيدة تجاه زوجها وتجاه ما عاش يدعو إليه.. فهى لا تكاد تجد شيئًا يعيد تذكيرها به إلا وتكتب لى، وهى لا تكاد تصادف ما يمثل امتدادًا لما قضى الرجل سنوات من أجله، إلا وأجدها على التليفون بصوت حزين تقول إنه لو كان بيننا لأسعده كذا وكذا!

السيدة هى الفرنسية بريجيت إيديو، التى عاشت رفيقة حياة مع الدكتور على السمان، خلال سنوات أخيرة قضاها داعيًا إلى إحياء قيم التعايش بين الناس جميعًا، دون أى تفرقة على أساس الدين أو غير الدين.. لقد عاش إلى أن رحل، قبل ثلاث سنوات، ولسان حاله يردد آيتين فى القرآن الكريم، إحداهما فى سورة يونس تقول: «ولو شاء ربك لآمن مَنْ فى الأرض كلهم جميعًا أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين». وأما الثانية ففى سورة هود، تقول: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمةً واحدةً ولايزالون مختلفين».

وفى ١٨ ديسمبر قبل الماضى كانت قد وقفت فى دير الدومينيكان فى العباسية تشارك الدير احتفاله بما قدمه زوجها فى قضية الحوار بين الأديان بالذات، ثم راحت تبكى وهى تقول إنه أنفق سنوات طويلة من عُمره فى سبيل هذه القضية، وإنه عمل من أجلها مع شيخين للأزهر الشريف: الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق، ومن بعده الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى يرحمهما الله!

وعندما وقّع الأزهر مع الفاتيكان اتفاقية قامت على أساسها لجنة للحوار المشترك فى روما ١٩٩٨، كان الدكتور على السمان، يرحمه الله، من بين الموقعين!

ثم دار الزمان دورته إلى أن جاء الرابع من نوفمبر ٢٠١٩، لتشهد أبوظبى توقيع الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، على «وثيقة الأخوة الإنسانية» مع البابا فرنسيس الأول!.. كانت الوثيقة هى الأولى من نوعها، بمثل ما كانت اتفاقية روما هى الأولى من نوعها أيضًا.. وكان الطريق من روما إلى أبوظبى هو الطريق الذى تقطعه المقدمات إلى نتائجها فى كل القضايا!

وفى هذه السنة كانت القضية على موعد مع خطوة أخرى مضافة، لأن منظمة الأمم المتحدة اختارت ٤ نوفمبر يومًا عالميًا للأخوة الإنسانية، بعد أن رأت المنظمة أن لجنة عليا للوثيقة، برئاسة المستشار محمد عبدالسلام، تسعى لترسيخ مبادئها دوليًا بين الناس!.. ولو عاش السمان إلى اليوم لكان أسعد الناس، حتى ولو لم يشارك فى الوثيقة توقيعًا ويومًا عالميًا، لأنه كان سيرى حصاد عمله أمام عينيه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفاء امرأة وفاء امرأة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon