بقلم : سليمان جودة
قضيت ساعتين إحداهما مع الأستاذ أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، والأخرى مع الأستاذ هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، وفى الحالتين كان الڤيروس المستجد قاسماً مشتركاً بين الحديثين!
كان وزير الدولة للإعلام يتكلم عن خطوات محسوبة للدولة فى مواجهة كورونا، بدءاً من تعطيل الدراسة، مروراً بوقف رحلات الطيران، ثم وصولاً إلى المساجد والكنائس والمقاهى والمطاعم.. فلم تكن الدولة تدارى شيئاً يتعلق بصحة مواطنيها، ولكنها كانت تأخذ قراراتها تدرجاً وفق معلومات تتوافر لديها من أجهزتها المعنية!
وكان يتكلم عن أن إعلام الدولة حصل على فرصة فى أجواء موجة الطقس السيئ، وأن الڤيروس الذى يضرب العالم دون استثناء، كان ولايزال فرصة أخرى فى التعامل الإعلامى الشفاف مع المواطنين، وأن الهدف هو عدم إخفاء شىء عن الناس مما يتعين أن يعرفوه!
وكان تقديرى أن إعلامنا يحتاج أشياء كثيرة ليقطع الطريق على إعلام آخر يتربص، ويترصد، ويتصيد، وأن أول هذه الأشياء مساحة من الحرية يتنفس منها المواطن، ويرى همومه من خلالها على الصفحات والشاشات!.. مساحة من الحرية المسؤولة التى تفرق بالتأكيد بين الحق فى التعبير عن الرأى، وفى الإحاطة بأحوال البلد، فتتمسك به وتحرص عليه، وبين الرغبة فى الهدم وإشاعة الفوضى فترفضها ولا تمشى وراءها!
وكان وزير قطاع الأعمال العام يتحدث، وفى خلفيته أنه درس إدارة الأعمال فى مرحلة البكالوريوس، والتمويل فى مرحلة الماجستير.. وكان قد جاء إلى منصبه وعنده رغبة فى أن تسعفه دراسته فى المرحلتين، ثم تجربته فى العمل لدى شركات وبنوك، فيستطيع نقل شركات قطاع الأعمال من مربع ينزف فيه المال العام فى الغالبية منها، إلى خانة أخرى تحقق فيها الشركات أرباحاً، وتساهم فى حدودها فى رفع مجمل الناتج المحلى.. وإذا لم تفعل هذا ولا ذاك فليس أقل من أن تحمل نفسها ولا تكون عبئاً على الخزانة العامة!
والرجل يعرف أن ذلك لن يكون ممكناً فى ظل أوضاع سابقة حكمت ١١٨ شركة تتبعه، ولذلك بادر إلى تعديل القانون ٢٠٣ الذى جرى وضعه ١٩٩١ ليحكم شركات القطاع.. ويميز التعديل أشياء كثيرة، أهمها ثلاثة فى ظنى: أن الجمعية العمومية ستحصل على سلطات أوسع وأقوى فى تقييم الإدارة، وأن تشكيل مجالس الإدارة سيخضع لقواعد مختلفة، وأن مبادئ الشفافية والإفصاح ستحكم عمل الشركات فى كل مراحله!
يذهب توفيق إلى تعديل القانون عن قناعة بأنك لا يمكن أن تفعل الشىء نفسه للمرة الثانية.. ثم تتوقع نتيجة مختلفة!