توقيت القاهرة المحلي 20:21:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السراب الذى نلاحقه!

  مصر اليوم -

السراب الذى نلاحقه

بقلم : سليمان جودة

أحياناً تسمع عن دولة من الدول هنا، أو دولة أخرى هناك، تخاطب المجتمع الدولى أن يتدخل لفعل كذا أو منع كيت، فلا تملك إلا أن تضحك بينك وبين نفسك، والسبب أن التجربة العملية على الأرض تقول إنه لا شيء فى هذا العالم اسمه مجتمع دولى.. وإذا كان هناك بيننا فى المنطقة مَنْ لا يزال يخاطبه ويناديه، فهو يخاطب سراباً وينادى وهماً من الأوهام!

وإذا أردنا مثالاً صارخاً فى منطقتنا، فليس أقرب إلينا من ليبيا التى بلغ فيها الغضب بغسان سلامة، المبعوث الدولى السابق إليها، إلى حد أنه راح يصرخ محذراً من عواقب وجود ٢٠ مليون قطعة سلاح فى أيدى الليبيين.. وقد وصل عدد قطع السلاح إلى هذا الرقم المخيف، رغم وجود قرار صادر عن الأمم المتحدة بحظر توريد أى نوع من السلاح إلى  ليبيا!

والمجتمع الدولى هو فى النهاية حاصل جمع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، وبالذات الدول القوية من بين ١٩٣ دولة هى مجمل عدد الدول فى العالم.. وهذه الدول القوية دون غيرها هى المعنية بتطبيق قرار الحظر رقم ١٩٧٠ لعام ٢٠١١، الذى ظل شاهداً على تدفق السلاح إلى الأراضى الليبية، والذى ظل ما يسمى بالمجتمع الدولى عاجزاً إزاءه عن فعل شىء يطبقه فى واقع الليبيين!

وأخيراً.. بل أخيراً جداً.. قرر الاتحاد الأوربى يوم ٢١ سبتمبر فرض عقوبات على ثلاث شركات متورطة فى انتهاك الحظر الليبى، إحداها شركة تركية.. ولكن بعد ماذا؟!.. بعد خراب مالطا، وبالأصح خراب ليبيا.. وقالت ستيفانى وليامز، رئيسة بعثة الأمم المتحدة فى ليبيا بالإنابة، إن هناك مهلة لخروج عناصر المرتزقة من الأراضى الليبية خلال ٩٠ يوماً من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.. فهل تستطيع أممها المتحدة؟!

وليست ليبيا وحدها فى هذا الطريق، فاليمن معها فى الهم سواء، وليس أدل على ذلك إلا ناقلة النفط «صافر» التى يحتجزها الحوثيون فى البحر الأحمر أمام ميناء الحُديدة منذ عام ٢٠١٥، ويرفضون السماح بدخول فريق الأمم المتحدة للصيانة! والجماعة الحوثية لا تحتجز هذه الناقلة فقط، ولكنها تحتجز اليمن السعيد كله منذ ٢٠١٤، ولكن المشكلة أن صافر تحمل مليوناً ومائة ألف برميل، وهى كمية معرضة للتسرب فى عرض البحر فى أى لحظة، الأمر الذى سيسبب كارثة للبيئة غير مسبوقة.. ولكن ما يسمى بالمجتمع الدولى يتفرج ويتابع ولا شىء آخر!. ومع ذلك لن يخلو الأمر من دولة هنا تخاطبه، أو دولة هناك تناديه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السراب الذى نلاحقه السراب الذى نلاحقه



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon