توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وظِّفوا فاروق حسنى!

  مصر اليوم -

وظِّفوا فاروق حسنى

بقلم : سليمان جودة

يشعر الفنان فاروق حسنى بالاكتئاب كلما مر فى شارع التسعين بالتجمع، لأنه لا شخصية معمارية واحدة تربط بين المبانى التى ارتفعت على جانبيه، وإنما هى جدران متراصّة ممتدة بعضها إلى جوار بعض، دون فن، ودون ذوق فى المعمار، ولا فى البناء!.. وليس هذا الشارع الطويل سوى مجرد مثال عابر جاء على بال الوزير الأسبق وهو يتحدث معى!.. والغالب أن ما يشعر به هو يشعر به كل واحد منّا زار الخارج، ثم رأى هناك كيف أن لمسات الجمال قاسم مشترك أعظم بين واجهات البيوت بامتداد الشوارع والميادين!

وما يشعر به الوزير الفنان كلما مر فى الشارع الشهير سوف تشعر به أنت، أيضًا، كلما مررتَ على الطريق الدائرى متطلعًا إلى العمارات القائمة على الجانبين، وكلما مررتَ على الطريق الزراعى من القاهرة إلى الإسكندرية، وكلما مررتَ على كل طريق مماثل تكون المبانى قد احتلت المساحات المحيطة بمساره من أوله إلى آخره!

وهذا بالضبط ما يدعو فاروق حسنى إلى تداركه سريعًا، مع قرار استئناف أعمال البناء والتشطيب، التى كانت قد توقفت فى مايو الماضى!

وإذا كان قرار استئناف البناء قد أصدره الدكتور مصطفى مدبولى، 28 سبتمبر الماضى، وإذا كان قد حدد المستفيدين منه بالذين حصلوا على ترخيص فى حدود أربعة أدوار فقط، فالقرار فى أشد الحاجة إلى قرار يُضاف إليه على وجه السرعة.. قرار يحدد شكل المبانى وتصميمها من الخارج لأن الارتفاع بأى مبنى فى أى موقع ليس الهدف منه مجرد أداء وظيفة إسكانية يؤديها المبنى فى مكانه!

الأمر أكبر من هذا.. والقصة فى مجملها لها علاقة بثقافة بصرية لابد من مراعاتها فى كل جدار يرتفع على أى شارع، ولابد من ذوق عام فى العمران يلتزم به الناس، ولابد من لمسة جمالية تعرفها العين فى كل واجهة معمارية وتعتاد عليها!

كيف يكون فنان مثل فاروق حسنى بيننا ثم لا يكون مرجعًا فى الشكل الذى يجب أن تكون عليه واجهات البيوت بعد توقف فى أعمال البناء دام شهورًا؟!.. كيف يكون بيننا ثم لا نسأله عما أشار به فى الأقصر يوم زارها حين كان على رأس وزارة الثقافة؟!.. كيف يكون بيننا ثم لا نسأله عن حقيقة المهمة، التى لا بديل عن أن يقوم بها جهاز التنسيق الحضارى، الذى نشأ بين يديه يوم كان وزيرًا للفن مع الثقافة فى البلد؟!.. كيف يكون بيننا ثم لا تكون عينه مشاركة فى الطريقة التى علينا استئناف أعمال البناء والتشطيب بها؟!

وظِّفوا الفن الذى يعرفه الرجل ويفهمه فى خدمة نشر الجمال كقيمة فى بلدنا، فالجمال عنصر رئيسى فى بناء شخصية الإنسان، الذى يمثل الأساس فى أى مشروع تنمية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وظِّفوا فاروق حسنى وظِّفوا فاروق حسنى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى

GMT 20:31 2021 الثلاثاء ,01 حزيران / يونيو

وادي دجلة يكشف خطة الفريق للبقاء في الدوري الممتاز

GMT 09:26 2021 الأربعاء ,12 أيار / مايو

"الفيفا" يعلن مواعيد مباريات تصفيات كأس العرب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon