توقيت القاهرة المحلي 06:19:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تعداد المسحراتى

  مصر اليوم -

تعداد المسحراتى

بقلم - سليمان جودة

فى فقرة «المسحراتى» التى يذيعها التليفزيون فى رمضان للفنان سيد مكاوى، سوف تسمعه وهو يتغزل فى شهر الصيام، ويقول: وفيه شبه من أربعين مليون.

وعندما تسمع هذا الرقم سوف تخمن أن مكاوى سجل «المسحراتى» فى بداية الثمانينات وقت أن كنا ٤٠ مليونًا، ولكن أحدًا لم يكن يتوقع أن نجد الرقم مضروبًا فى ثلاثة تقريبًا، وأن يحدث ذلك فى فترة زمنية قصيرة بمقاييس أعمار الشعوب.

وعندما أصدر ول ديورانت موسوعة «قصة الحضارة» فى ١٩٣٥، خصص جزءًا منها للحديث عن الصين وعن الهند، وقال وهو يتحدث عن الهنود إن عددهم ٣٢٠ مليونًا.

ورغم أن الهند ستتفوق هذه السنة على الصين فى عدد السكان، ورغم أن عددها عندما يحدث ذلك سيكون فى حدود المليار ونصف المليار هندى، إلا أن معدل الزيادة عندها يظل أقل منه عندنا بكثير، لأن وصول الهنود إلى هذا الرقم استغرق ما يقرب من القرن الكامل، ولأن العبرة هى بحجم الرقم الذى كانوا عليه فى ١٩٣٥، ثم حجم الرقم الجديد فى ٢٠٢٣ قياسًا على ما كان من قبل.

ولك أن تعكس الصورة لتتخيل أننا كنا ٣٢٠ مليونًا وقت تسجيل «المسحراتى»، ثم تتخيل بالتالى تعدادنا فى الوقت الحالى.. فهذه المقارنة بين الصورتين فى البلدين تعطيك فكرة عن أن سرعة الزيادة عندنا تتم بمعدل غير طبيعى، وأن الزيادة هناك فى الهند طبيعية أو قريبة من ذلك رغم المليار ونصف المليار.

وقد احتارت الدولة بين أساليب مواجهة هذه الزيادة، وجربت كل شىء جاء على بالها، ولكن شيئًا من كل ما جربته لم يوقف الزيادة، ولا خففها، ولا جعلها عند معدلاتها الطبيعية.. وليس من المتوقع أن يختلف حافز الألف جنيه المقرر مؤخرًا عما سبقه من وسائل وأدوات، ليس لأنه حافز سيئ، ولكن لأنه غير عملى، ولأنه ليس هو الذى سيغرى الأسرة بالاكتفاء بطفلين لتحصل عليه.

وقد سمعت مرة من رجل الصناعة محمد جنيدى، أنه اقترح على الحكومة فى أيام تسجيل «المسحراتى»، أن تغرى الناس بأشياء عملية بما يكفى، وأن تفكر مثلًا فى إعفاء أحد الولدين من التجنيد، إذا اكتفت الأسرة باثنين فقط، أو أن تمنح الأسرة من هذا النوع ٥ ٪‏ زيادة فى درجات الالتحاق بالجامعة لأحد الابنين.

لا وقت عندنا نضيعه فى تجريب حلول لن تكون مجدية، ولسنا مدعوين إلى اختراع العجلة من جديد، لأن آخرين اخترعوها وجاءت عندهم بنتيجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعداد المسحراتى تعداد المسحراتى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon