بقلم : سليمان جودة
كنت مدعواً الى لقاء رئيس الحكومة مع الإعلام فى القليوبية، لولا أن ظروفاً قد منعتنى من الحضور، ولا أعرف كيف ذهب الدكتور مصطفى مدبولى إلى مكان اللقاء.. ولا أعرف كيف عاد؟!
ولكن ما أعرفه أنه لو كان قد استخدم طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعى فى ذهابه أو فى عودته، فإن أول اجتماع سيعقده بعد العودة سيكون للبحث فى الأسباب التى أدت بالطريق إلى ما هو عليه، ثم البحث فى الطريقة التى يمكن بها إعادة صيانته فيصبح طريقاً يصلح لمرور البنى آدمين!
ولو أن الدكتور مصطفى جرب أن يستكمل رحلته على الطريق من القليوبية إلى الإسكندرية، مخترقاً المنوفية والدقهلية فى ذهابه ثم الغربية فى طريق عودته، فسوف يعود وهو أكثر إصراراً على أن هذا طريق زراعى لا يليق بالناس، وأن إصلاحه لا بديل عنه فى كل الظروف!
أذكر أن صديقاً عربياً يقيم فى العاصمة، كان قد ذهب لقضاء مصلحة فى طنطا قبل أسبوعين، وأذكر أنه قد اتصل بعد عودته مُبدياً انزعاجه الشديد من أن يكون الطريق على هذه الدرجة من الخطورة.. وأذكر كذلك أنه قد أبدى إشفاقه على كل الذين ترغمهم الظروف على استخدام هذا الطريق فى أى يوم!
إننى من أكثر الذين كتبوا فى هذا المكان، مشيراً إلى أن شبكة الطرق القومية التى بدأ الرئيس شقها منذ اليوم الأول تمثل قيمة كبيرة.. وأنا أيضاً من أكثر الذين كتبوا ينبهون إلى أن شبكة الطرق القديمة فى حاجة شديدة إلى صيانة عاجلة تحفظ أرواح الملايين من الناس!
فهذه الشبكة تهالكت على مر السنين، والذين يستخدمونها يعانون على أشد ما تكون المعاناة.. أما طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعى فهو قصة فى حد ذاته، ولا يعرف ذلك إلا الذين يتحركون عليه باستمرار.. وهو لايزال فى انتظار أن تمتد إليه يد تنقذه وتنقذ معه الكثير من الأرواح!
الشبكة الجديدة من الطرق إضافة حقيقية فى البلد، ولكن الكثافة عليها ليست بالدرجة التى على الطريق الزراعى، فالملايين من أبناء الدلتا لا يعرفون سواه تقريباً، وأراهن على أن الدولة لن تتركه على هذا الحال!