توقيت القاهرة المحلي 15:52:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دبلوماسية اللقاح!

  مصر اليوم -

دبلوماسية اللقاح

بقلم: سليمان جودة

تطبق الصين هذه الأيام ما يمكن تسميته بمبدأ دبلوماسية اللقاح، قياسًا على مبدأ قديم كان بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية مطلع سبعينيات القرن العشرين، وكان اسمه مبدأ دبلوماسية تنس الطاولة أو دبلوماسية البينج بونج!

كان ذلك فى عام ١٩٧١، وكان الجليد السياسى المتراكم هو أهم ما يميز العلاقة بين واشنطن وبكين وقتها، وكانت العاصمتان تبحثان عن طريقة لإذابة جبال الجليد بينهما!

وتجسدت الطريقة فى دعوة تلقاها فريق أمريكى فى تنس الطاولة من تسعة لاعبين، للوقوف أمام الفريق الصينى المماثل فى مباراة تابعها العالم فى ذلك الوقت!.. وفى السنة التالية قام الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون بزيارة إلى الصين جاءت كأنها نتيجة قدمت لها المباراة!

وقد مضت خمسون سنة على المبدأ القديم، لتعود الصين فى هذه السنة إلى تطبيق دبلوماسية مختلفة مع عدد من الدول، يمكن تسميتها دبلوماسية اللقاح فى مواجهة ڤيروس كورونا!.. فمن بين اللقاحات التى يتردد أسماؤها فى الأسواق لقاحان توصلت إليهما الصين، هما سينوفارم وسينوفاك، وقد بدأت الحكومة الصينية فى تطعيم الصينيين بهما، ثم راحت تفكر كيف يكون اللقاحان طريقًا ليس فقط إلى حماية الصينيين من الڤيروس، ولكن إلى قلوب الشعوب حول العالم بالدرجة نفسها!

كان من بين ملامح الدبلوماسية الجديدة ما تلقته القاهرة من جرعات من اللقاحين على سبيل الهدية، وكان من بين الملامح كذلك أن الجزائر حصلت على٢٠٠ ألف جرعة هدية أيضًا!.. أما هدية تونس التى قررتها حكومة الرئيس الصينى شى جينبينج فهى مائة ألف!

طبعًا هذه الهدايا ليست لوجه الله.. فهى عمل سياسى فى الأساس، ولكنه عمل يتخفى وراء وجه إنسانى محبب إلى الشعوب!

الغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية توصلت هى الأخرى إلى لقاحين اثنين، هما فايزر وموديرنا، وهناك لقاح ثالث فى الطريق هو جونسون آند جونسون، ولكن واشنطن لم تفكر فى شىء مما فكرت فيه بكين، رغم أن سكان أمريكا الذين سيكون عليها أن تعطى غالبيتهم لقاحًا لا يزيدون على ٤٠٠ مليون، فى مقابل مليار و٤٠٠ مليون صينى مطلوب تطعيم الغالبية منهم!.. وليس من الصعب على المتابع أن يلاحظ أن بين العاصمتين مباراة فى البينج بونج منذ فترة، وأن دبلوماسية اللقاح هدف صينى نظيف فى المرمى الأمريكى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبلوماسية اللقاح دبلوماسية اللقاح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon