بقلم : سليمان جودة
غرد المهندس نجيب ساويرس على تويتر، محذراً الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، من أن قراره تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد سوف يجلب عليه عداء المسيحيين فى شتى أنحاء العالم!
المتحف الذى يقع فى إسطنبول كان فى الأصل كنيسة، ثم قرر السلطان العثمانى محمد الثانى، الشهير بمحمد الفاتح، تحويلها إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية عام ١٤٥٣، فلما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة الإسلامية عام ١٩٢٣ حوّل المسجد إلى متحف، إلى أن جاء أردوغان ليحوله أمس الأول إلى مسجد!
لم يعبأ أردوغان بالاعتراضات الدولية على قراره، سواء كانت اعتراضات من واشنطن، أو من الاتحاد الأوروبى فى بروكسل، أو من الكنيسة الأرثوذكسية فى موسكو، أو من منظمة اليونسكو فى باريس.. وقد ضرب بها كلها عرض الحائط، وأصدر مرسوماً يدعو الأتراك الى أداء الصلاة فى المسجد خلال هذا الشهر!
وربما يكون الشىء الذى لم ينتبه إليه المهندس نجيب أن حاكم تركيا الأحمق لا يهمه كثيراً عداء المسيحيين فى العالم، وليس أدل على ذلك إلا أنه أغضب أوروبا كلها عندما أطلق عليها المهاجرين واللاجئين إلى بلاده.. ولايزال يبتز أوروبا بكل لاجئ أو مهاجر دفع به سوء حظه إلى الأراضى التركية.. ثم لم يجد حرجاً فى إثارة سخط الولايات المتحدة نفسها حين اشترى من روسيا صواريخ إس ٤٠٠، دون أن يبالى بتهديدات إدارة ترامب فى العاصمة الأمريكية!
وتقديرى أن قراره تحويل المتحف الشهير إلى مسجد لا يعبر عن أى نوع من التدين أو التعلق بالدين فى يقينه.. فهو أبعد ما يكون عن ذلك.. وما يرتكبه من جرائم فى شمال العراق وسوريا، ثم فى غرب ليبيا، يقول إن مبادئ الدين الحقيقية لا مكان لها فى قلبه، وإنها عنده ليست أكثر من نوع من الفولكلور!
القضية عنده فى موضوع المسجد سياسية من الطراز الأول، وهى سياسية لأنه يريد بقراره مغازلة التنظيم الدولى للإخوان، وجماعة الإخوان من وراء التنظيم.. والقصد أن يستدرجهما إلى المزيد من الإنفاق على مشروعه السياسى فى المنطقة!
هو باحث طول الوقت عن ممول للمشروع السياسى الذى يراود أحلامه، ولا مانع فى نظره من توظيف المسجد ذاته وتوظيف أى شىء فى هذا الاتجاه.