بقلم : سليمان جودة
نفت الحكومة حرمان الطفل الثالث من الدعم على الخدمات الصحية، ولكن الحكومة الروسية أعلنت، فى اليوم نفسه، أن الأسرة فى روسيا ستحصل على مكافأة قيمتها ٧ آلاف دولار عن الطفل الأول، وأن مكافأة الطفل الثانى ستصل إلى عشرة آلاف!.
وكان جهاز الإحصاء قد أعلن يوم ١١ فبراير وصول عدد المصريين فى الداخل إلى ١٠٠ مليون، وبعدها بأيام نشرت مواقع إخبارية أن الحكومة ستحرم الطفل الثالث من الدعم الصحى، وهو الخبر الذى سارع المركز الإعلامى لمجلس الوزراء إلى نفيه تماماً!.
وقد تمنيت لو أن الحكومة استغلت نفى الخبر الزائف، بتأكيد خبر آخر لا يزال فى حاجة إلى نشره وتأكيده كل يوم.. هذا الخبر هو أن الطفل الثالث الذى لن يتم حرمانه من دعم الخدمات الصحية، سوف يتم حرمانه من الدعم على بطاقة التموين، وسوف يتم تطبيق ذلك على البطاقات الجديدة وحدها، أما القديمة فهى كما هى أياً كان عدد الأطفال المقيدين بها!.
فالحكومة أعلنت ذلك أكثر من مرة، والدكتور مصطفى مدبولى أعلنه فى لقاء كنت حاضراً فيه، ولكن ذلك لم يصل إلى الناس بالشكل الكافى، وحين يصل سيكون أول وسيلة عملية لضبط النسل!.
والمكافأة التى رصدها الرئيس الروسى بوتين هى أيضاً أول وسيلة عملية فى روسيا، ولكنها لعدم ضبط النسل وليس لضبطه كما هو الحال عندنا.. والسبب أن الروس يتناقصون، وأنهم حالياً ١٤٧ مليوناً، وقد كانوا أكثر من ذلك عندما سقط الاتحاد السوفييتى عام ١٩٩١، وعندما انفرط عقده إلى ١٥ جمهورية كانت روسيا واحدة منها!.
ولا يذهب بوتين إلى أى مناسبة عامة إلا ويدعو الروس من خلالها إلى المزيد من الإنجاب، ولكنه لاحظ أن دعوته على مدى سنوات لم ينتج عنها شىء، ولا أدت إلى أى زيادة فى المواليد، بل العكس هو الذى حصل، وبدأ المواليد فى التناقص، فأطلق دعوته الخاصة برصد مكافأة للطفل الأول، وأخرى أكبر للطفل الثانى!.. ولو استطاع طبعاً لكان قد رصد مكافأة أكبر وأكبر للطفل الثالث، ولكن المشكلة أن مثل هذا الطفل احتمال غير وارد هناك!.
ولا تزال الحكومة فى حاجة إلى نشر قرار حرمان الطفل الثالث من الدعم التموينى على أوسع نطاق ممكن.. فهو لم يصل إلى المواطنين المقصودين به كما يجب، وإذا وصل جيداً فربما يساعد بقدر معقول فى ضبط النسل!.
حقاً.. لله فى خلقه شؤون.. فالطفل الثالث الذى لا تريده القاهرة، ولا ترحب به، ولا يسعدها مجيئه، تنتظره موسكو وتتمناه، وتغرى أهله، وتبحث عما يحفزهم، وتدفع فى سبيله المال الكثير!.