توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكاد أسمع صوته!

  مصر اليوم -

أكاد أسمع صوته

بقلم - سليمان جودة

أكاد أسمع صوت اللواء أبوبكر الجندى، وهو يتحدث بينه بين نفسه ويقول إنه أخطأ عندما وافق على دخول حكومة المهندس شريف إسماعيل، وزيراً للتنمية المحلية.. أكاد أسمعه يلوم نفسه لأن بقاءه فى مملكته السابقة، رئيساً لجهاز الإحصاء، كان أفضل كثيراً، ليس له شخصياً وفقط بالطبع ولكن للبلد أولاً!.

وقد خرج الرجل فى التعديل الأخير، بعد أقل من ستة أشهر فى الوزارة، أظنها فترة ضائعة فى حياته، وفى حياة البلد معاً.. فلا هو بقى حيث كان فى الإحصاء، وحيث كان يؤدى بشكل لافت، ولا هو حصل على الوقت الذى يجعله يترك شيئاً وراءه يذكره به الناس وزيراً!.

وربما نذكر أنه كان وزيراً نشطاً منذ اللحظة الأولى.. ثم ربما نذكر أنه كان قادراً على الدخول فى معارك دون خوف، ولم يكن يُخفى أراءً يعتقد فيها ويؤمن بها.. كان يعلنها بشجاعة ولا يخاف.. وفى سبيلها دخل أكثر من معركة سياسية.. وأظن أنه اكتشف من كل معركة أننا مجتمع لا يزال عاجزاً عن تقبل الفكرة المختلفة، ولا يزال عاجزاً عن مناقشة أى فكرة خارج السياق العام، ولا يزال مجتمعاً يفضل الإبقاء على كل ما هو قديم، خشية أن يكون فى الجديد.. جديد!.

ولا أعرف كيف يمكن للمجتمع أن يتحرك خطوة إلى الأمام، إذا كان هذا هو اعتقاده، وإذا كان هذا هو يقينه، وإذا كان المطلوب من اللواء «الجندى» فى كل مرة أبدى فيها رأياً مختلفاً أن يعتذر عنه.. نعم يعتذر.. لا أن يناقش، ولا أن يحاور، ولا أن يحرك العقل العام بين الناس!.

كان فى إمكانه أن ينافق المجتمع، وأن يعلن عليه آراء ليست هى التى يعتقد فيها، وأن يقول شيئاً وهو يعتقد عكسه، أو أن يقول شيئاً ثم يفعل نقيضه على الأرض.. ولكنه لم يجرب شيئاً من هذا كله، وقرر أن يكون متسقاً مع نفسه، فخسر كرسى الوزير، وكسب درساً كبيراً من دروس الحياة!.

وقد كنت أتصوره مرجعاً أساسياً للدولة فى حركة المحافظين المقبلة، لثلاثة أسباب، أولها تجربته الطويلة فى جهاز الإحصاء، وثانيها تجربته القصيرة مع المحافظين الحاليين، وثالثها أننا أحوج إلى محافظين حقيقيين فى مواقعهم أكثر من حاجتنا إلى وزراء نشطاء فى مناصبهم!.. وإلا.. فهل من المقبول، أو حتى من الطبيعى، أن يسمع الواحد منا، لأول مرة، عن محافظين موجودين فى مناصبهم منذ سنوات؟!.. هل يصلح المحافظ منهم للمنصب، إذا كنا نسمع به للمرة الأولى، اليوم، وكأنه ذهب إلى محافظته بالكاد أمس الأول؟!.

أكاد أسمع صوته وهو يريد أن يفضفض بأشياء كثيرة!.

نقلاَ عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاد أسمع صوته أكاد أسمع صوته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon