توقيت القاهرة المحلي 00:23:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نار تحت الأقدام!

  مصر اليوم -

نار تحت الأقدام

بقلم سليمان جودة

ليس صحيحاً أن الرئيس تجاهل الأزمة بين الداخلية ونقابة الصحفيين، خلال زيارته إلى الوادى الجديد أمس الأول، فالرئيس كان يتكلم فى صُـلب الموضوع عندما قال: أنا مابخافش.. ولكن بطريقة: إياك أعنى واسمعى يا جارة!

صحيح أن الرئيس لم يشأ أن يُسمى أحداً يقصده بعبارته، وصحيح أنه تكلم عن قوى الشر فى الداخل وفى الخارج، دون أن يحدد مواقعها أو طبيعتها، ولكن الأصح، أن الرئيس كان يتحدث فى أساس الأزمة بين الطرفين، حين قال عبارته وكررها تسع مرات!

وما أخشاه، أن تكون «الرسالة» التى سوف تصل من العبارة إلى أجهزة الدولة ذات الصلة بالموضوع، هى ألا تخاف هى الأخرى، فتبدأ من جانبها فى التصعيد، وترد النقابة بتصعيد مقابل، ويدفع البلد الثمن!

إن فى انتظار البلد معارك أكبر بكثير من معركة الداخلية مع النقابة، ليس لأن معركتهما شىء صغير، وإنما لأن المفترض أن نكون قد تجاوزنا موضوعها من زمان، لنتفرغ لملفات أخرى أهم بكثير، خصوصاً ملف أمن البلد، بمعناه العام، ثم ملف الاقتصاد والسياحة بشكل خاص!

وعندى يقين فى أن الأزمة بين الطرفين لن تجد حلاً إلا إذا جلس طرفاها معاً، وبشكل مباشر، دون أن يسمحا لطرف ثالث بالتواجد بينهما، من نوعية أصوات بعينها نسمعها من داخل البرلمان، لا تريد سوى أن تحقق بطولة زائفة على حساب النقابة، وحساب الصحفيين، وهى أصوات خلفياتها معروفة، كما أن الجميع يعرف أنها لا تتحرك من تلقاء نفسها، وإنما يحركها الذى وضعها فى البرلمان، وفرضها على الناس، ثم تتصور بسذاجة أنها منتخبة!

إننى أميل إلى ما يقترحه الدكتور محمد شتا، فى رسالة وصلتنى، يرى فيها أن رئاسة الوزراء عليها أن ترعى لقاءً مباشراً بين الطرفين، وأن تسارع فى ذلك، وأن يسبق اللقاء صدور بيان من الداخلية تؤكد فيه احترامها للنقابة ككيان مدنى، واحترامها لدور الصحافة فى مجتمعها، وأنها لم تدخل النقابة لتهين أعضاءها أبداً، وإنما فقط لضبط شخصين مطلوبين للعدالة.. ويخرج بيان فى الوقت نفسه عن النقابة، تعلن فيه رفض كل كلمة خارجة كتبها الشخصان المطلوبان، ثم رفض أى كلمة مماثلة تكون قد صدرت فى الداخل، أو فى الخارج، ضد أى مؤسسة من مؤسسات الدولة، وتعلن تعليق القرارات التى صدرت عن اجتماع الصحفيين الثلاثاء الماضى.

بيانان بهذا المحتوى، يعقبهما اجتماع ترعاه رئاسة الوزراء، لا يحضره أى طرف دخيل ثالث، يمكن أن يكون طريقاً إلى وأد الأزمة فى مهدها تماماً، لأن البديل الآخر هو أن يواصل النائب العام التحقيق فى بلاغ كل طرف ضد الثانى، ليكون القضاء هو الحكم، وهو عنوان الحقيقة.

اعتقادى أن البديل الأول هو الذى يمثل بديلاً عملياً أكثر، وهو الذى على رئاسة الوزارة أن تتبناه، وأن يكون ذلك بسرعة، حتى يمكن قطع الطريق على الأفاعى التى أطلت، ولاتزال تطل، من جحور كثيرة، وتريد أن توظف الأزمة كلها لصالحها هى، لا لصالح الدولة طبعاً، ولا لصالح النقابة نفسها.. إنها «تركب» النقابة لتحقيق أهداف تخصها، حتى ولو كان ذلك على حساب سلامة كيان الدولة ذاته!

وأخشى ألا تكون عبارة الرئيس مشجعة على المضى فى اتجاه مثل هذا الطريق، وأن يكون الذين عرضوا عليه الموضوع قد عرضوه بهدف إشعاله، لا إطفاء النار المشتعلة تحت الأقدام!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نار تحت الأقدام نار تحت الأقدام



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon