توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لأن الرئيس امتنع!

  مصر اليوم -

لأن الرئيس امتنع

بقلم سليمان جودة

فى حواره التليفزيونى المهم، امتنع الرئيس عن الإجابة على سؤال المليون ونصف المليون فدان، ولم يشأ أن يجيب وهذا حقه طبعاً، غير أن من حقنا، فى المقابل، أن نعيد طرح السؤال عليه، وأن نواصل الإلحاح فى طلب الإجابة، لا لشىء مطلقاً، إلا لأننا نريد للرئيس أن ينجح فى المشروع الذى ارتبط باسمه، وألا يذهب إليه أو حتى يواصل العمل فيه إلا إذا كان واثقاً من ضمانات نجاحه بنسبة مائة فى المائة.. لا أقل!

السؤال فى الحوار كان هكذا: هل هناك دراسة جدوى اقتصادية متوافرة لمشروع المليون ونصف المليون فدان، يستطيع أى مصرى أن يطالعها، وأن يقرأ تفاصيلها وخطوطها العريضة؟!

ولست أريد أن أتكلم نيابة عن الدكتور محمود عمارة، الذى كان أول الذين أثاروا موضوع دراسة الجدوى، وواصل السؤال عنها مراراً، وبشجاعة سوف تظل محسوبة من ميزانه.. فهو موجود، ويستطيع أن يعود لموضوعه إذا أراد.. غير أن الذين تابعوا كتابات الرجل عن الموضوع يذكرون جيداً أنه كان يتحدث فى أمر يفهم فيه عن تجربة له فى عدة دول، وليس عن مجرد قراءة فى أوراق هنا أو هناك!.

والذين تابعوا تلك الكتابات فى حينها يذكرون جيداً أيضاً أن الدكتور عمارة لم يكن ضد مشروع المليون ونصف المليون فدان أبداً، ولا كان ضد أن يصبح الرقم عشرة ملايين فدان، ولا أنا طبعاً ضد ذلك، فكلانا داعم للرئيس، وكلانا راغب بصدق فى أن ينجح الرئيس، ليس بمستوى جيد، ولا جيدا جداً، وإنما بامتياز.. ولا شىء دون الامتياز!.

غير أن النجاح على هذا المستوى فى استصلاح الصحراء والاستثمار فيها له شروطه، وهى فى حالة المليون ونصف المليون فدان أربعة شروط لا خامس لها، أولها أن يقوم المشروع على بحوث زراعية وإرشاد من النوع الحقيقى، من أجل تعظيم العائد من ورائه كمشروع فى نهاية المطاف.

وثانيها، أن يستند المشروع إلى «التعاونيات» كفكرة أساسية، حتى لا يتكرر مع الشباب، الذين سوف يلحقون للعمل به هناك فى صحرائنا، ما يحدث مع الفلاحين فى مواسم حصاد الأرز والقمح عندما يظل المحصول مُلقى على الأرصفة لأسابيع وربما لشهور!.

وثالث الشروط، أن يقترن المشروع بالتأسيس لتصنيع زراعى يتوازى معه فى مكانه، فيعمل فيه عندئذ، مائة ألف شاب- مثلاً- بدلاً من أن يكونوا عشرة آلاف!.

وآخر الشروط، أن نكون جاهزين مبكراً لتصدير محصول المشروع إلى دول من حولنا، لأن عقود التصدير فى مجال الزراعة يجرى توقيعها مبكراً جداً، ولأنه من السذاجة أن نتصور أن التفكير فى التصدير لجلب الدولار إلى خزانتنا العامة يأتى فى وقت لاحق لزراعة محاصيل المشروع.. إنه يتم معها، فى الوقت نفسه، لحظة بلحظة، وبالتوازى، وقدماً بقدم!.

ثم السؤال الأهم: إذا كنا سوف نُنفق على كل فدان من إجمالى المساحة ألف جنيه مثلاً، فهل سيكون عائده أكبر منها، أو مثلها على الأقل، أم أنه سيكون أقل؟!.. هذه ألف باء أى دراسة لأى جدوى اقتصادية فى الصحراء، أو فى غير الصحراء، لأننا فى النهاية إزاء مال عام، لا يجوز إنفاق قرش صاغ واحد منه إلا فى مكانه!.

سيادة الرئيس.. نتكلم معك، ونحن لا ناقة لنا ولا جمل فى المشروع بأكمله سوى الرغبة الحقيقية فى نجاحك، الذى هو نجاح للبلد كله.. أما العكس، لا قدر الله، فلا أنت تحتمله، ولا نحن، ولا هذا البلد العظيم بالتالى!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لأن الرئيس امتنع لأن الرئيس امتنع



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon