توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلام فارغ

  مصر اليوم -

كلام فارغ

بقلم - سليمان جودة

سوف يظل يوم ١٥ نوفمبر من هذه السنة يومًا ليس ككل الأيام لأنه اليوم الذى اكتمل فيه عدد سكان العالم ٨ مليارات إنسان!.

وقد جاء هذا اليوم ومعه مخاوفه على مستوى العالم، وكانت المخاوف سابقة عليه طبعًا، ولكنها تجددت فيه، وكلها تتساءل عما إذا كان الغذاء المتاح فى أنحاء الأرض كافيًا لسد حاجة هذا الرقم، أم أن الزيادة فى السكان لا تزال بينها وبين الزيادة فى إنتاج الغذاء فجوة كبيرة!.

وكان الاقتصادى الإنجليزى، توماس مالتوس، يرى أن الفجوة موجودة، وأنها تزداد، وأنه لا حل لدى الحكومات لتضييق الفجوة بين الزيادتين، وأن الحل الوحيد تقدمه الطبيعة عندما تتدخل بتخفيض الأعداد من خلال الحروب، والأوبئة، والأمراض التى تحصد الملايين من البشر!.

ولكن إنجليزيًّا آخر كان له رأى مختلف، وهذا الإنجليزى الآخر هو الفيلسوف برتراند راسل، وكان رأيه أن هذه فجوة مصنوعة، وأن ما يوجد على ظهر الكوكب يكفى حاجة سكانه ويزيد، وأن استغلال أهل الشمال الأغنياء لأهل الجنوب الفقراء هو الذى يصنع فجوة من هذا النوع وبهذا الحجم، وأن بعض العدالة فى التوزيع يجعل موارد الأرض قادرة على الوفاء بحاجات السكان مهما كان العدد.

ولو عاش الفيلسوف «راسل» إلى ١٥ نوفمبر ٢٠٢٢، لكان قد خرج على رأس مظاهرة عالمية من نوع المظاهرات، التى كان يخرج فيها كلما أحس بأن أوضاعًا عالمية لا تعجبه، والتى كان يقودها بأعداد حاشدة فى بلاده احتجاجًا على سياسات دولية كان يراها مختلة.

ولو عاش لكان قد أعاد نشر مقالة كان قد نشرها فى عام ١٩٣٢، وكان عنوانها «فى مديح الكسل»، وكان يشرح فيها وجهة نظره فى حكاية معدل الزيادة فى الغذاء، الذى لا يستطيع ملاحقة معدل الزيادة فى السكان. كان تقديره أن هذا كلام فارغ، وأن كل إنسان فى العالم ليس فى حاجة إلى أن يعمل ثمانى ساعات، كما تقول قوانين العمل فى الكثير من الدول، وأن أربع ساعات تكفى تمامًا لتوفير الغذاء للجميع، وأن على الحكومات فى كل عاصمة أن تسعى إلى تحويل الساعات الأربع من فكرة إلى حقيقة.

وبما أن عدد ساعات العمل لا يزال ٨ وليس ٤، فهذا معناه أن ما تنتجه الأرض من الغذاء حاليًا يكفى ١٦ مليار إنسان، ولكن هذا سيتحقق عندما يحكم العالم فلاسفة من صنف الفيلسوف «راسل»، بدلًا من الساسة الذين نراهم فى كل مكان!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام فارغ كلام فارغ



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon