بقلم : سليمان جودة
لم أستغرب ما قامت به إيران فى بعض المناطق السورية مؤخرًا فى اتجاه محو ما هو عربى لصالح ما هو إيرانى لأنه لا توجد دولة عربية يتقدم فيها ما هو عربى على ما هو وطنى إلا سوريا.. وتستطيع أن تلاحظ ذلك بالعين المجردة إذا ما تأملت شتى المسميات فى البلد!
إن الجيش فى العراق.. مثلًا.. اسمه الجيش العراقى.. والجيش فى ليبيا اسمه الجيش الليبى، وهكذا فى كل دولة عربية.. إلا سوريا! فالجيش فيها هو الجيش العربى السورى، وليس الجيش السورى العربى، بكل ما فى هذا التقديم للعربى على السورى نفسه من معنى!
وحين يقدم التليفزيون فى العاصمة دمشق برامجه لمشاهديه، فإنه يسبق ذلك بالإشارة إلى أن اسمه التليفزيون العربى السورى.. لا التليفزيون السورى العربى!
بل إن اسم البلد ذاته يقول هذه المعانى كلها بأوضح عبارة عندما يُقال عن سوريا إن اسمها الرسمى هو الجمهورية العربية السورية، وليس الجمهورية السورية العربية.. ولا أريد أن أمضى فى العد والإحصاء إلى نهايته لأن ما أتحدث عنه هناك قاعدة لا استثناء لها!
وقد ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان أن الإيرانيين غيروا أسماء عدد من الشوارع فى محافظة دير الزور، الواقعة شرق البلاد، إلى أسماء إيرانية ذات دلالات محددة.. فشارع أنس بن مالك على سبيل المثال تغير اسمه إلى شارع الإمام الخمينى.. وشارع آخر أصبح اسمه شارع الشهيد قاسم سليمانى.. وهذا الأخير نذكر أنه كان قائدًا لفيلق القدس، التابع للحرس الثورى الإيرانى، وكان قد لقى مصرعه، بجوار مطار بغداد، على أيدى الأمريكيين، فى مطلع هذه السنة!
وإذا كانت إيران تتصارع مع تركيا وروسيا والولايات المتحدة وإسرائيل على الأراضى السورية، فالإيرانيون يستهدفون فيما يستهدفون كل ما هو عربى.. وهذه قضية قديمة منذ أيام الدولة الفارسية، ولكنها تتجدد فى كل نهار!