بقلم : سليمان جودة
منحت اللجنة الأوليمبية المصرية رئاستها الشرفية مدى الحياة إلى الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد!.. والدكتور حسن.. لمن لا يعرف.. يرأس الاتحاد فى مقره فى سويسرا من عشرين سنة، انتخاباً فى دورات متتالية.. لا تعييناً ولا تزكية.. ولو رشح نفسه لعشرين سنة أخرى فسوف يفوز!.. وليس هناك مصرى ولا عربى حقق ما حققه الرجل فى مكانه.. نقول هذا ثم «نمسك الخشب» طبعاً!.
وهو قبل أن يكون على رأس اتحاد لعبة مهمة على مستوى العالم، كان مدرباً لمنتخب، وكان لاعباً دولياً، وكان رئيساً للاتحاد المصرى، وإذا قلنا إنه أهم اسم فى هذه اللعبة دولياً فى هذه اللحظة، فلن يكون فى الكلام مبالغة من أى نوع!.
وقد رأيته يتعامل مع الخواجات فى أكثر من عاصمة، ورأيت الخواجات يتعاملون معه فى المقابل، وفى كل الحالات كان هو المصرى الذى يعرف قدره جيداً، ويعرف وزن بلاده تماماً، ثم يتصرف على هذا الأساس فيفرض احترامه على الجميع دون استثناء!.
ورغم أن حفل منح الرئاسة الشرفية كان برعاية الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، وكان بحضور الدكتور أشرف صبحى، وزير الرياضة، والمهندس هشام حطب، رئيس اللجنة.. ومعهما الدكتور حسن بالطبع.. إلا أنى تمنيت لو كان التكريم على مستوى أعلى، وتمنيت لو أن التكريم كان على قدر ما قدمه ويقدمه، وهو يحمل اسم بلده عقدين من الزمان خارج البلاد!.
إن أكبر ميزة فيه أنه يعرف كيف يخاطب الناس فى الخارج بما يفهمونه، وبما يقنعهم، وبما يستوعبه كل واحد فيهم، وبما ينقل إليهم أفكاره بقوة وهدوء.. وهذا ما نحتاجه نحن هنا فى كل الأوقات.. لأن الدولة المصرية كثيراً ما تخاطب المصريين بما هُم مقتنعون به أصلاً، وكثيراً ما نتحدث فى قضايا مهمة مع أنفسنا، دون أن نلتفت إلى أن الأهم هو أن نخاطب الآخرين فى القضايا نفسها، وأن نقنعهم بها، وبمضمونها، وبعدالتها!.. وهذا بالضبط ما برع فيه رئيس الاتحاد الدولى لكرة اليد، متنقلاً طول الوقت من عاصمة إلى مدينة إلى استاد دولى حول العالم!.
وفى كل الأوقات كان يتخاطب مع مسؤولين كبار فى أكثر من دولة، معاملة الند للند، وكان يتحدث مع الواحد منهم وفى ذهنه أنه رئيس جمهورية اليد فى أنحاء الأرض بلا منافس، وأنه مصرى فى الأول وفى الآخر، وأنه يحمل مصريته إلى كل مكان يحل فيه، وأنه يجعلها فوق كل جنسية سواها مهما كان حجم الإغراءات!.. هذا رجل عندما تراه يتصرف فى حياته العملية تستحضر فى خيالك مصر القوية!.