بقلم : سليمان جودة
أعلن مات هنكوك، وزير الصحة البريطانى، نجاح بلاده فى تطعيم نصف عدد البالغين ضد ڤيروس كورونا، وقال فى مقطع ڤيديو على موقع «تويتر» السبت 20 من هذا الشهر، إن عدد الذين حصلوا على جرعتهم من اللقاح وصل إلى 26 مليونًا من البريطانيين!.
وكانت بريطانيا قد بدأت التطعيم أول ديسمبر الماضى وفق خطة معلنة تقضى بتطعيم الأكبر سنًا فالأصغر.. وقد مضت الخطة فى طريقها المرسوم إلى أن وصلت حاليًا إلى تطعيم أعمار ما فوق الخمسين.. ولأن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، فى سن 56، فإنه حصل على جرعته الجمعة الماضى، ولم يمنحه منصبه أى ميزة تجعله يتجاوز الذين هم أكبر منه سنًا!.
ومن المعروف أن بريطانيا كانت من الدول التى ضربها الڤيروس بقوة، وأن عدد ضحاياه بين البريطانيين وصل إلى 126 ألف ضحية!.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط للانتهاء من تطعيم جميع السكان، آخر أغسطس المقبل، ولكنها اختصرت المسافة وقررت أن يكون الموعد آخر مايو المقبل!.. ولا يمر يوم إلا ويكون فيه خبر جديد عن الاتحاد الأوروبى، الذى يلاحق شركات إنتاج اللقاحات لتوريد أكبر كمية ممكنة، لأن الاتحاد يرغب فى توفير اللقاح لجميع مواطنيه فى سقف زمنى محدد، ولأنه وضع نظامًا صارمًا لتوزيع ما يتوفر لديه على الدول الأعضاء!.
وليست هناك دولة تقريبًا إلا وقد وضعت لنفسها برنامج عمل يضمن بدء التطعيم فى يوم محدد، ثم يضمن انتهاءه فى موعد معلن ومعروف!.
وهذا ما نسأل عنه الدكتورة هالة زايد، باعتبارها الوزيرة المسؤولة، وباعتبار أن الانتهاء من تطعيم سبعين فى المائة من السكان هو الشغل الشاغل لدول العالم فى هذه اللحظة!.. إننا نطالع أخبارًا كل فترة عن كميات واردة إلينا من اللقاحات كهدايا من دول صديقة، وآخرها كان 300 ألف جرعة من لقاح سينوفارم الصينى.. ولكن لا يمكن الرهان على الهدايا مهما كان حجمها.. إن السؤال الذى يشغل بال كل مصرى هو عن ملامح برنامج التطعيم فى مجمله، وعن عدد الذين حصلوا على الجرعات إلى اليوم، وعن اليوم الذى تراه الوزيرة موعدًا للانتهاء من تطعيم النسبة المتعارف عليها عالميًا!.
الدول تربط السفر إليها هذه الأيام بالحصول على اللقاح، وآخرها السعودية التى وضعت التطعيم شرطًا للحج، وهناك دول أخرى مثل الصين أصدرت جواز سفر صحيًا، والاتحاد الأوروبى فى طريقه إلى إصدار جواز سفر مماثل، والموضوع يحتاج من الدكتورة هالة أن تصارح الناس حتى لا يستبد بهم القلق!.. فهذه هى مسؤوليتك يا دكتور