بقلم : سليمان جودة
كأنه سباق بين شركات العالم على الوصول إلى اللقاح، وكأن سكان الكوكب ليسوا سوى وقود لهذا السباق فى نهاية المشوار! فما كادت شركة أمريكية شهيرة تذيع يوم ١٠ نوفمبر أنها توصلت إلى لقاح يتصدى لڤيروس كورونا، وأن فاعليته تصل إلى تسعين فى المائة، وأنه سيكون متاحًا على أول العام.. ما كادت الشركة الأمريكية الشهيرة تخرج علينا بهذا، حتى كانت شركة أمريكية أخرى أقل شهرة قد دخلت على الخط سريعًا، ثم راحت تقول أمس الأول كلامًا آخر فى الموضوع!
أما كلامها الآخر فهو أنها توصلت من جانبها إلى لقاح جديد يخصها، ولكنه يتميز بأن فاعليته تزيد على فاعلية اللقاح الأول أربع درجات ونصف الدرجة، ولا يحتاج على العكس من الأول إلى حفظه فى درجة حرارة أقل من الصفر!
ولا أحد يعرف.. فربما خرجت علينا شركة ثالثة لتقول إن فاعلية لقاحها تصل إلى مائة فى المائة، وأنه لا يحتاج إلى حفظ تحت الصفر ولا فوق الصفر!
هذا وارد فى ظل أجواء من العبث يعيشها العالم منذ جرى الإعلان عن خروج الڤيروس من مدينة ووهان الصينية أول السنة.. لقد توارى اسم ووهان وكاد يختفى من الذاكرة، بعد أن كان قاسمًا مشتركًا أعظم فى حديث الناس، ليبقى كورونا بيننا ثم ينشر معه التعاسة فى وجوه الجميع!
ولا تعرف لماذا تكاثرت علينا اللقاحات فى هذا الوقت، الذى تأكد فيه أو كاد يتأكد خروج دونالد ترامب من البيت الأبيض؟!.. لا تعرف.. فلم يكن هناك أى حديث عن أى لقاح فى الفترة السابقة على الثالث من نوفمبر، الذى تسابق فيه ترامب مع بايدن إلى البيت الأبيض، فتقدم الثانى وتخلف الأول!
ولكن كل هذه الشركات، التى تتصور أنها تزف بشرى إلى أهل الأرض، تنسى أن مشكلة كبرى سوف تكون فى انتظارها، وأن هذه المشكلة هى أن كثيرين من مليارات العالم السبعة صاروا يتشككون مسبقاً فى أى لقاح، ولم يعودوا يثقون فيما يمكن أن يكون وراءه، وأصبحوا يتابعون أخبار اللقاحات التى تتوالى عليهم، ولسان حال كل واحد فيهم يردد القول العربى المأثور الذى كان يقول: وراء الأكمة ما وراءها!.