بقلم : سليمان جودة
فى أكتوبر من كل سنة، يترقب العالم ما سوف تعلنه مؤسسة نوبل فى العاصمة السويدية حول الفائزين بالجائزة، التى لا تزال الأعلى على وجه الأرض!
ومن الواضح أن أكتوبر كان هو شهر الحظ فى حياة السادات العظيم.. ففى هذا الشهر حارب الرجل وحقق النصر الأكبر فى تاريخنا الحديث، وفيه سقط شهيدًا فى يوم عيده، وفيه حصل على جائزة نوبل فى السلام، ولم ينافسه عليها سياسى مصرى حتى اليوم.. والطريف أن تسليم الجائزة يتم فى ديسمبر، وهو الشهر الذى جاء فيه إلى الدنيا بطل الحرب والسلام!
وكانت المؤسسة قد أعلنت، أمس الأول، أن الجائزة عن هذا العام فى الكيمياء قد ذهبت إلى العالِمة الفرنسية، إيمانويل شارنتييه ومعها الأمريكية جينيفر دودنا، وأنهما استحقتا الجائزة عن جهدهما فى تطوير جينات البشر، بما يساعد فى النهاية على توفير علاج للمرض الخبيث!
وقبلها بيوم واحد أعلنت أن جائزة الفيزياء حصل عليها البريطانى روجر بنروز والألمانى رينهارد جنزل والأمريكية أندريا جير، والثلاثة قطعوا خطوات فى استكشاف ما يُسمى الثقوب السوداء فى الكون، والتى لا تزال تشكل ظاهرة غامضة، والتى لا تفلت من جاذبيتها الفائقة أى جسيمات هائمة!
كل ما استطاعت العالِمة الأمريكية أن تقوله، فى مؤتمرها الصحفى بمناسبة الفوز، أن العلم لم يعرف بعد ماذا تحوى هذه الثقوب فى هذا الكون الفسيح، وأن كل ما تستطيع قوله أن البحث فيها من شأنه أن يعمل على توسيع حدود فهمنا!
وفى يوم 5 أكتوبر جرى الإعلان عن «نوبل» فى الطب، التى حصدها البريطانى مايكل هوتن والأمريكيان هارڤى ألتر وتشارلز رايت.. والثلاثة أسهموا فى اكتشاف ڤيروس سى!
ويتبقى الفائزون فى الاقتصاد وفى الأدب وفى السلام، ولكن الظاهر من جوائز الطب والفيزياء والكيمياء أن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا استأثرت بها دون سائر الدول.. وليس هناك شك فى أن ذلك يرجع إلى مستوى التعليم فى البلاد الثلاثة لأن الفائز بهذه الجائزة الرفيعة هو فى النهاية شخص حاصل على تعليم جيد، وهو شخص ينتمى إلى بلد يعرف أن التعليم الجيد هو سبيله إلى المستقبل المضىء، وأنه لا سبيل آخر يقود إلى
هذا الطريق!