بقلم : سليمان جودة
هل هى صدفة، أن يواجه الإخوة الأقباط فى شمال سيناء، ما واجهوه، بعد يومين اثنين من إعلان رئاسة الجمهورية بصراحة لا تقبل الغموض، أن ما تردد مؤخراً، بشأن وجود مقترحات لتوطين الفلسطينيين فى سيناء، أمر لم يسبق مناقشته، ولا حتى طرحه، على أى مستوى، ولا من جانب أى مسؤول عربى أو أجنبى مع الجانب المصرى؟!
ولأنى أراها كذلك، فإن اعتقادى الراسخ هو أن الجيش يقاتل فى سيناء، معركة من معارك الشرف، ومعه الشرطة فى الوقت ذاته، ولابد فى معركة كهذه، أن يكون كل مصرى عارف بقيمة وطنه، سنداً للجيش وللشرطة فى معركتهما، لأن الذين يسقطون شهداء منهما هناك، إنما يسقطون ليعيش غيرهم فى سائر أنحاء البلد!
ثم لابد أيضاً أن يكون السند، بشكل خاص، على مستوى سيناء كلها كأرض، وعلى مستوى كل واحد من أبنائها، الذين لا يجوز أن نشك لحظة فى موقف أى منهم، ولا فى وطنيته، إلا بدليل وبرهان!
إن علينا أن ننتبه إلى أن عادل حبارة، لم يكن من بين أبناء سيناء، ولكنه من الشرقية، وأن الشابين اللذين فجرا فندق القضاة فى العريش، كان أحدهما من كفر الشيخ، وكان الآخر من مدينة نصر، وأن الذى فجر الكنيسة البطرسية كان من الفيوم!.. ومع ذلك فهناك بيننا من يحسب الأربعة على أبناء سيناء، ويريد أن يأخذهم بذنبهم!
أبناء سيناء يعرفون أن سيناء أرضهم، وأنها قطعة لا تنفصل على أى نحو، عن الوطن الأم كله، وأن ولاءهم لها من الولاء للبلد ذاته. يعرفون هذا، ويتصرفون على هداه، ويحتاجون فى الوقت نفسه، إلى أن تعاملهم الأجهزة المعنية على هذا الأساس وحده، إلى أن يتبين العكس فى حق أحد منهم، بقرينة دامغة!
من الظلم لأبناء سيناء أن نعاملهم على أنهم كلهم سيناويون، وأنهم بالتالى يعرفون المتطرفين بينهم، وأنهم يستطيعون إخراجهم من صفوفهم.. هذا ظلم، ثم إنه تعميم يضر بالقضية كلها، لأن 20٪ منهم على الأقل، جاءوا من محافظات مصر المختلفة!
وإذا كان من حق الأجهزة الأمنية أن توسع دائرة الاشتباه، إذا كان هذا هو حقها، الذى لا ينازعها فيه أحد، فمن حق الأسرة السيناوية، التى قد يخضع شاب من أعضائها لدائرة الاشتباه، أن تعرف أين هو، وأن يغادر دائرة الاشتباه، دون تأخير، إذا ثبت، وبسرعة، أنه لا ذنب عليه!
وإذا كانت لجنة العفو الرئاسية، قد تلقت 650 تظلماً، من أبناء سيناء، فمن حقهم على اللجنة، أن يجرى البت فى هذه التظلمات، سريعاً، ففقهاء ديننا السمح، هم الذين قالوا - ما معناه - إن فرار مائة مذنب، أفضل من حبس برىء!
يقولون فى كرة القدم إن الأرض تلعب مع فريقها، ونريد لسيناء، كأرض، أن تلعب مع فريقها فى الجيش والشرطة، ضد أهل الشر، بنسبة مائة فى المائة.. لا تسعة وتسعين!