بقلم : سليمان جودة
هذه دعوة مفتوحة لك من الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، إذا مررت فى شارع ٢٦ يوليو بجوار وزارة الخارجية فى اتجاه شارع الجلاء!.
الدعوة لزيارة متحف المركبات الملكية، الذى يقع إلى جانب مبنى الوزارة المُطل على النيل، والذى افتتحه الرئيس قبل ثلاثة أيام مع متحفين آخرين، أحدهما فى شرم الشيخ، والثانى فى كفر الشيخ.. والثلاثة معًا.. كل واحد فى مكانه.. إنما هو إضافة فى اتجاه وَصْل الماضى بالحاضر، لعل المستقبل يأخذ بأفضل ما فى ماضينا وحاضرنا، ثم يبنى عليه!.
وكان الدكتور العنانى قد دعا ٤٩ سفيرًا من السفراء المعتمدين فى القاهرة إلى جولة فى أنحاء المتحف، الذى يضم عربات ملكية متنوعة تجرها الخيول.. ولابد أن بعضنا رآها فى الأفلام القديمة، ورآها البعض الآخر فى الكتب والمجلات، وكلها كانت تخص أسرة محمد على باشا التى حكمت البلاد من ١٨٠٥ إلى ١٩٥٢!.
ولكنك هذه المرة سوف تراها رأى العين، وسوف ينقلك بهاء المتحف عقودًا من الزمان إلى عطر الماضى وروائحه، وسوف تجد نفسك متجولًا بين عشرات اللوحات الزيتية المعلقة على الجدران، وسوف لا تفوتك لوحة ضخمة لمحمد على مستقرًا فوق حصانه، بينما السيف فى يده، وأخرى للخديو إسماعيل الذى حكم من ١٨٦٣ إلى ١٨٧٩، والذى أنشأ هذا المتحف البديع، وسوف ترى العربة الملكية التى تلقاها هدية من نابليون الثالث والإمبراطورة أوجينى عند افتتاح قناة السويس ١٨٦٩!.
وسوف تقف لتتأمل العربة التى استقلها إسماعيل مع أوجينى ذهابًا إلى الأهرامات، وسوف تمر فى خاطرك تلك القصة الطريفة التى أثيرت حول هذه العربة بالذات.. وسوف تستوقفك العربة التى كانت تنقل قطع الأثاث بين القصور، ومعها العربة التى كانت تنقل الحقائب إلى محطة السكة الحديد، ومعهما العربة التى كانت تحمل الفواكه والخضار.. وسوف تجد السرج الصغير الذى كان مخصصًا للملك فاروق فى مرحلة الطفولة إذا ما ركب الحصان.. ومع السروج مختلفة الأشكال والأحجام، ستجد الركاب، واللجام، والكمامة، وكلها تضوى كأنها مصنوعة صباح الأمس!.
وعندما يأخذ مثلث ماسبيرو شكله الأخير، سيكون ذلك من حظ متحف المركبات، وسيكون زائره قادرًا على أن يخرج منه ليدخل المتحف المصرى فى التحرير على بُعد خطوات!.
المتحف يقدم لك قرنًا ونصف القرن من تاريخ بلدك بالصورة.. والعربة!.