بقلم : سليمان جودة
أشرت قبل أيام إلى تشكيل الحكومة الجديدة فى ليبيا برئاسة عبدالحميد دبيبة، وقلت إن دبيبة وزع حكومته بين ثلاثة أنواع من الوزارات: وزارات سيادية، وأخرى خدمية، وثالثة إنسانية!.. وكان تقديرى أن ما يستوقف المتابع للحكومة الجديدة شيئان، أحدهما أن تشكيلها قام على أساس تمثيل المناطق ما بين سبها فى الجنوب، وطرابلس فى الغرب، وبرقة فى الشرق، بينما الطبيعى أن يكون التمثيل لبلد بكامله وفى مجمله، لا على أساس الانتماء إلى منطقة واحدة فيه.. والشىء الثانى هو وجود أعضاء فى الحكومة المستمرة حتى آخر السنة، يوصفون بأنهم مقربون من عبدالحكيم بلحاج، الأمير السابق للجماعة الإسلامية الليبية، بكل تاريخه فى ملف التطرف!
وقد جاءتنى رسالة من الأستاذ عبدالجليل الساعدى، الكاتب الليبى المقيم فى لندن، تدعونا إلى الانتباه جيداً إلى ما تقوله سطورها القليلة!
تقول الرسالة: المفروض أن تكون هذه الحكومة كلها حكومة خدمات، ولا يسافر أحد منها إلى الخارج، لأن هذه الأشهر المعدودة فى عمرها لا تكفى لأى شىء حتى للخدمات نفسها.. لكن أقول إن هذه كلها حيل إخوانية.. فالإخوان الذين لا يتعدى تعدادهم الخمسمائة شخص هم مَنْ يمسكون بزمام الأمور فى الغرب بمساعدة الشيطانين التركى والقطرى، ونبتهم استوى على سوقه، وهم لن يتركوا هذا الكنز الثمين أبداً بأى ثمن، ومصراتة التى منها الدبيبة ترى فى السيطرة التركية والقطرية مجداً لها وبواسطتيهما ستحكم مصراتة ليبيا، لأن أغلب قيادات الإخوان وبقايا الأتراك منها.. أما ناس مصراتة البسطاء فلا حيلة لهم!
ثم يقول الساعدى فى ختام رسالته: لولا تركيا وتدخلاتها لانتهى الأمر فى ليبيا.. إن الإخوان طُردوا من مصر فعلاً.. لكنهم على مرمى حجر منها، ولن يتركوها أبداً وسترى!!.. قل لى لماذا نترك تركيا تبنى قواعد فى ليبيا ونحن نتفرج؟!.. الخط الأحمر ليس سرت أبداً، بل قاعدة الوطية ومعيتيقة!!
تنتهى الرسالة عند هذا الحد، ولكن معانيها لا تنتهى.. فصاحبها مواطن ليبى قبل أن يكون كاتباً، وهو أدرى منا بالتفاصيل فى بلده، ولا بد أن تكون رسالة كهذه حاضرة فى رؤوسنا، ونحن نتابع رسائل الغزل السياسى التى لا تتوقف تركيا عن إرسالها إلى القاهرة.. وآخر هذه الرسائل كانت قبل يومين!