توقيت القاهرة المحلي 20:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اكتشاف ثالث للجنزوري!

  مصر اليوم -

اكتشاف ثالث للجنزوري

بقلم : سليمان جودة

لا بد أن الذين قرأوا الكثير مما قيل فى صف الدكتور كمال الجنزورى قد سألوا أنفسهم هذا السؤال: كيف لم نسمع شيئًا من هذا وقت أن كان الرجل حيًا يسعى بيننا؟!.. ولا بد أيضًا أنه سؤال وجيه، وأن له ما يبرره، فلقد بدا الكثير الذى قيل وكأنه طوق نجاة ألقوه لغريق بلغ الشاطئ!.

وإذا كنا قد اكتشفنا الجنزورى مرتين من قبل: مرة عندما تولى الحكومة قبل 25 يناير، ومرة بعدها.. فالثالثة كانت بعد أن غادر الدنيا راضيًا عما قدم لبلاده، ولكنه اكتشاف ثالث متأخر كالعادة، وتكريم من النوع الذى يتلقاه صاحبه فى الوقت الضائع!.

كنت قد كلمته فى يناير أهنئه بعيد ميلاده عندما عرفت من كتاب مذكرات الدكتور مصطفى الفقى أنه يرحمه الله من مواليد أول شهور السنة.. كان صوته واهنًا يأتى من الأعماق، ولكنه سألنى وهو يغالب ضعف صحته: ماذا ذكر عنى الدكتور مصطفى؟!.. قلت: قال كذا وكذا.. رد فى هدوء: ما قاله صحيح!.

وقد تحققت له درجة لافتة من المصداقية والشعبية لدى الناس، وكان ذلك واضحًا حين تولى الحكومة بعد 25 يناير، فلم يتظاهر الشارع ضده كما كان الحال مع كل صاحب مسؤولية فى تلك الأيام.. بل إن مجيئه إلى المنصب نفسه للمرة الثانية كان محل ارتياح، وكان سبب الارتياح أن المصريين جربوه من قبل، فوجدوا فيه صدقًا فى الأداء، كما وجدوا معه انحيازًا إلى آحاد الناس!.

ومن حُسن الحظ أن هذا الانحياز مرصود فى تقرير لمكتب البنك الدولى فى القاهرة، صدر فى عام 2000، وقال إن السنوات الأربع التى قضاها الرجل على رأس الحكومة من 1996 إلى 1999 شهدت تراجعًا فى معدل الفقر بنسبة تصل إلى 4%‏!.

وكان عنده سبب مضاف إلى الشعبية والمصداقية، هو اعتداده بنفسه وحرصه على حفظ كرامة المنصب الذى كان يشغله، وفى مذكراته الصادرة عن دار الشروق، تحت عنوان: «طريقى.. من القرية إلى رئاسة الحكومة»، ما يشير إلى ذلك فى أكثر من موقف!.

روى أنه تلقى اتصالًا ذات مساء من الدكتور زكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، أيام مبارك، وفهم من الاتصال أنه مدعو إلى حضور جولة للرئيس فى محكمة شمال القاهرة فى العباسية، وأن الرئيس سيعقد لقاء بعد الجولة مع عدد من القضاة، وأنه كرئيس للحكومة سيجلس فى منتصف الصف الأول أمام الرئيس مباشرةً.. يكمل الرواية ويقول إنه راجع نفسه بعد المكالمة، فطلب الدكتور زكريا وأفهمه أن وزير العدل إذا كان سيجلس مع الرئيس على المنصة، فمكان رئيس الوزراء الطبيعى على يمين الرئيس، وإلا، فإنه سينصرف بعد انتهاء الجولة وقبل دخول قاعة اللقاء مع القضاة!.. بعدها بدقائق عاد رئيس الديوان يبلغه بأنه سيجلس إلى يمين الرئيس!.. لهذا وسواه أحبه الناس.. فلقد عاش يضع نفسه حيث يحفظ كرامته وكرامة منصبه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اكتشاف ثالث للجنزوري اكتشاف ثالث للجنزوري



GMT 09:28 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

عربيًا.. لا يمر!

GMT 09:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 09:18 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

«اللي عمله ربنا مش هيغيره بشر»

GMT 10:18 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

ملكاتُ وملوكُ السَّلف الجميل.. يجوبون العالم!

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا
  مصر اليوم - الدبيبة يكشف عن مخاوفة من نقل الصراع الدولي إلى ليبيا

GMT 10:00 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني
  مصر اليوم - مندوب مصر في مجلس الأمن نواصل جهودنا لدعم الشعب السوداني

GMT 15:01 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
  مصر اليوم - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 13:12 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

أوميغا 3 يساهم في إبطاء نمو سرطان البروستاتا لدى الرجال

GMT 00:28 2024 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تارا عماد تكتشف سرًا يربطها بوالدتها

GMT 18:55 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

المصري يبدأ توزع دعوات مباراة بطل سيشل

GMT 06:45 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاجرة بين مروان محسن ورضا عبد العال بسبب "الأهداف"

GMT 06:45 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب "الهلال" السعودي بين مطرقة "كورونا" وسندان "الديربي"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon