توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسكين هتلر حيثُ ينام

  مصر اليوم -

مسكين هتلر حيثُ ينام

بقلم: سليمان جودة

  آخر رقم عن المشردين فى لبنان يقول إن عددهم يقترب من المليون ونصف المليون، وهذا يعنى أنهم يمثلون ربع عدد السكان تقريبا!.

وكان نجيب ميقاتى، رئيس الحكومة اللبنانية، قد قال فى بدء حرب إسرائيل على بلاده، إن المشردين بسبب الحرب وصلوا مليونا من المواطنين.. ومن بعدها راح العدد يتزايد، وهو بالطبع مرشح للزيادة أكثر وأكثر ما لم تتوقف الحرب.. وآخر الأخبار التى أذاعتها وكالة الأناضول التركية أن ٥٢٠ ألف امرأة وفتاة لبنانية تأثرن بتصاعد حدة الحرب على البلاد!.

وتقول أجهزة الأمم المتحدة إن عمليات القتل والدمار فى شمال قطاع غزة وصلت إلى مستويات مروّعة!.. وتتحدث الأجهزة نفسها عن أن حكومة التطرف برئاسة بنيامين نتنياهو فى تل أبيب تمارس عمليات تطهير عرقى حقيقية فى شمال القطاع، وتكاد وزارة الصحة الفلسطينية تعجز عن إحصاء الأعداد المتصاعدة للقتلى والمصابين كل يوم.

إن أعداد القتلى تقترب من ٤٥ ألفا غالبيتهم من الأطفال، أما المصابون والجرحى فأعدادهم تصل إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم.. والحديث هنا عن الفلسطينيين فى غزة وحدها، أما القتلى والمصابون فى الضفة الغربية فموضوع آخر ورقم مضاف!.

وكان جندى إسرائيلى قد راح يشارك زملاءه القتل فى شمال قطاع غزة وهو يقول إن حكومته أفهمته أن قتل الأطفال واجب دينى!.. وعندما تكلم نتنياهو عن الحرب التى يخوضها ضد الفلسطينيين واللبنانيين قال إنها «حرب الحضارة» وقد رد عليه الرئيس الفرنسى ماكرون فقال: إن حرب الحضارة لا تعنى زرع الهمجية.

وهذا كله مجرد شىء من أشياء، ولكنك إذا وضعته أمام ما ارتكبه هتلر فى حق اليهود أيام الحرب العالمية الثانية فلن يمثل أى شىء بالقياس.. ذلك أن هتلر أخذ عددا من يهود ألمانيا فأحرقهم فى أفران الغاز، ثم طرد وطارد عددا آخر منهم، لكنه لم يكن له شأن ببقية اليهود كشعب فى العالم، ولذلك، فإنه يبدو مسكينا أمام ما ارتكبته وترتكبه حكومة التطرف الإسرائيلية، رغم ما اشتهر به من توحش فى زمانه.

مسكين هتلر بالتأكيد، لأن توحشه لم يصل إلى حد تشريد شعبين فى وقت واحد، وإلا، فماذا تمثل جرائمه فى حق اليهود الألمان أمام تشريد الملايين من الفلسطينيين واللبنانيين معا؟ ماذا تمثل جرائمه أمام ما يتعرض له قطاع غزة الذى قيل عنه إن إعادة إعماره تحتاج ٨٠ سنة؟ ماذا يمثل توحشه أمام توحش يقتل الأطفال ويستهدفهم بالذات؟.. مسكين هتلر وهو يرقب ويراقب هذا كله من مرقده فى العالم الآخر!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسكين هتلر حيثُ ينام مسكين هتلر حيثُ ينام



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon