توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مسكين هتلر حيثُ ينام

  مصر اليوم -

مسكين هتلر حيثُ ينام

بقلم: سليمان جودة

  آخر رقم عن المشردين فى لبنان يقول إن عددهم يقترب من المليون ونصف المليون، وهذا يعنى أنهم يمثلون ربع عدد السكان تقريبا!.

وكان نجيب ميقاتى، رئيس الحكومة اللبنانية، قد قال فى بدء حرب إسرائيل على بلاده، إن المشردين بسبب الحرب وصلوا مليونا من المواطنين.. ومن بعدها راح العدد يتزايد، وهو بالطبع مرشح للزيادة أكثر وأكثر ما لم تتوقف الحرب.. وآخر الأخبار التى أذاعتها وكالة الأناضول التركية أن ٥٢٠ ألف امرأة وفتاة لبنانية تأثرن بتصاعد حدة الحرب على البلاد!.

وتقول أجهزة الأمم المتحدة إن عمليات القتل والدمار فى شمال قطاع غزة وصلت إلى مستويات مروّعة!.. وتتحدث الأجهزة نفسها عن أن حكومة التطرف برئاسة بنيامين نتنياهو فى تل أبيب تمارس عمليات تطهير عرقى حقيقية فى شمال القطاع، وتكاد وزارة الصحة الفلسطينية تعجز عن إحصاء الأعداد المتصاعدة للقتلى والمصابين كل يوم.

إن أعداد القتلى تقترب من ٤٥ ألفا غالبيتهم من الأطفال، أما المصابون والجرحى فأعدادهم تصل إلى ثلاثة أضعاف هذا الرقم.. والحديث هنا عن الفلسطينيين فى غزة وحدها، أما القتلى والمصابون فى الضفة الغربية فموضوع آخر ورقم مضاف!.

وكان جندى إسرائيلى قد راح يشارك زملاءه القتل فى شمال قطاع غزة وهو يقول إن حكومته أفهمته أن قتل الأطفال واجب دينى!.. وعندما تكلم نتنياهو عن الحرب التى يخوضها ضد الفلسطينيين واللبنانيين قال إنها «حرب الحضارة» وقد رد عليه الرئيس الفرنسى ماكرون فقال: إن حرب الحضارة لا تعنى زرع الهمجية.

وهذا كله مجرد شىء من أشياء، ولكنك إذا وضعته أمام ما ارتكبه هتلر فى حق اليهود أيام الحرب العالمية الثانية فلن يمثل أى شىء بالقياس.. ذلك أن هتلر أخذ عددا من يهود ألمانيا فأحرقهم فى أفران الغاز، ثم طرد وطارد عددا آخر منهم، لكنه لم يكن له شأن ببقية اليهود كشعب فى العالم، ولذلك، فإنه يبدو مسكينا أمام ما ارتكبته وترتكبه حكومة التطرف الإسرائيلية، رغم ما اشتهر به من توحش فى زمانه.

مسكين هتلر بالتأكيد، لأن توحشه لم يصل إلى حد تشريد شعبين فى وقت واحد، وإلا، فماذا تمثل جرائمه فى حق اليهود الألمان أمام تشريد الملايين من الفلسطينيين واللبنانيين معا؟ ماذا تمثل جرائمه أمام ما يتعرض له قطاع غزة الذى قيل عنه إن إعادة إعماره تحتاج ٨٠ سنة؟ ماذا يمثل توحشه أمام توحش يقتل الأطفال ويستهدفهم بالذات؟.. مسكين هتلر وهو يرقب ويراقب هذا كله من مرقده فى العالم الآخر!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسكين هتلر حيثُ ينام مسكين هتلر حيثُ ينام



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon