توقيت القاهرة المحلي 05:59:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيال!

  مصر اليوم -

خيال

بقلم سليمان جودة

شاهدت فى المركز العلمى الكويتى، الذى يطل على الخليج العربى، فيلماً علمياً عن رحلة إلى الفضاء.

الرحلة قام بها عدد من رواد الفضاء، لاستكشاف أرجاء الكون فى الكواكب الأخرى من حولنا.

ولولا أنك، وأنت تشاهد الفيلم بامتداد ساعة، تعرف أن ما تراه أمامك قد تحقق بالفعل ذات يوم، لاعتقدت أنه خيال فى خيال!

والحقيقة أن الخيال هو فى الأصل صانع الواقع المتفوق من حولك، سواء كان فى رحلة الفضاء التى تابعتها أو فى غير رحلة الفضاء، ولولاه ما كانت البشرية قد تحركت من مكانها خطوة واحدة إلى الأمام!

ولايزال العالم الإنجليزى إسحاق نيوتن، الذى عاش فى القرن السابع عشر، هو الرائد فى هذا الاتجاه.

وعندما أقاموا له تمثالاً فى جامعة من جامعات إنجلترا، كتبوا على قاعدته هذه العبارة: لقد تفوق صاحب هذا التمثال على النوع البشرى كله، بخياله!

والمعنى أن الخيال هو أساس التفوق، وأنك بغيره لا تصل إلى ما يميزك عن الآخرين، كفرد، أو كشعب تقوده حكومة لابد أن تعتمد الخيال دستوراً فى حركتها على الأرض.. لابد لأنه لا بديل آخر فى السباق مع العالم.

وفى الفيلم سوف تشاهد رائداً فضائياً يمشى فى الهواء، دون أن تستند قدماه إلى شىء.. أى شىء.. وسوف تشاهد رائداً آخر يحلق ذقنه داخل مركبة فضائية، فيلتقط ماكينة الحلاقة من على يمينه، وهى معلقة تماماً فى الهواء، لا يحملها أى شىء.. فلا جاذبية أرضية هناك، يمكن أن تشدها إلى الأرض، أو أن تجذب الرائد الذى يتجول فى الفضاء هو الآخر، بينما قدماه فى الهواء الطلق!

ولم يكن كثيراً على أولئك الرواد أن يخرج الرئيس الأمريكى ريجان بنفسه، معزياً العالم على الشاشات، إثر احتراق مركبة فضائية، بكل الذين كانوا فيها، وقت أن كان هو فى الحكم مطلع ثمانينيات القرن الماضى!

ولم تعرف مصر حاكماً صاحب خيال، فى تاريخها المعاصر، سوى السادات، الذى ما إن جاء إلى الحكم عام 1970، حتى راح يتخيل مصر التى يريدها، ثم راح يعمل بوحى من خياله، ولو أمدّ الله تعالى فى عمره، لكانت مصر الآن غير مصر التى نراها!

وعندما ذهب إليه الدكتور نبيل العربى، عضو عملية التفاوض مع إسرائيل على الانسحاب من أرضنا، يشكو خشية زملائه الأعضاء معه فى العملية من أن تكون سيادتنا على الأرض ناقصة بعد عودتها، قال: يا ابنى أنتم مشغولون بالتفاصيل، وأنا مشغول بما يتجاوزها، وأريد كفلاح منوفى أن تكون أرضى تحت يدى، وما بعد ذلك سهل، ولا يمثل مشكلة!

وإذا كان هناك شىء ينقصنا فى البلد هذه الأيام، فهو الخيال من النوع الساداتى نفسه، الذى يتجاوز الواقع ليغيره، لا الذى يساير الواقع أو يغازله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيال خيال



GMT 22:03 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

روى السادات لأنيس

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:58 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

يكسب دائمًا

GMT 11:58 2024 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

رأس الجبل العائم

GMT 08:05 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

مشهد لا يتسق مع تاريخ فرنسا القريب

الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:53 2019 الجمعة ,01 آذار/ مارس

خبير مفرقعات يفجر مفاجأة حول حادث محطة مصر

GMT 19:41 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

كواليس الليلة الأخيرة لـ"عروس العياط" ضحيّة برودة الطقس

GMT 10:23 2018 السبت ,29 أيلول / سبتمبر

"THAT House" بيت زجاجي معاصر بديكور داخلي مذهل

GMT 02:28 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

نشوى مصطفى تؤكّد أنها تعشق التسوق في المولات

GMT 19:53 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

تحذيرات من ثوران بركان"فوجي" في طوكيو

GMT 22:40 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

شركة " PayPal" تفعّل الدفع الإلكتروني لأجهزة سامسونج

GMT 14:22 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

سموحة مهتم بالتعاقد مع بانسيه لاعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon