بقلم : سليمان جودة
لقاء مشايخ القبائل الليبية مع الرئيس السيسى أثار جنون أردوغان، فقال كلامًا يدل على أن اللقاء قد وضعه في مأزق حقيقى!
ولم يتوقف أثر اللقاء عند حدود حاكم تركيا، وإنما تجاوزه إلى حكومة فايز السراج في العاصمة الليبية طرابلس، فقال وزير داخليتها كلامًا يدل هو الآخر على وجود إحساس لدى حكومته بأن اللقاء الذي جمع الرئيس مع المشايخ كان هدفًا في مرمى الاثنتين: الحكومة التركية وحكومة «السراج»!
وربما يكون الشىء المحدد الذي أثار جنون الرئيس التركى أنه قرأ، فيما قرأ عن اللقاء، أن حفيد المجاهد الليبى الشهير، عمر المختار، كان في المقدمة من المشايخ الذين جاءوا إلى القاهرة!
والحكاية لها خلفية مهمة تعود إلى شهر مضى تقريبًا، عندما قال أردوغان في أنقرة إن أحفاد عمر المختار يواجهون الإرهابيين الذين يتوافدون على بلادهم، وإن تركيا سوف تساندهم في هذه المواجهة!!.. وكان كلامًا مستفزًا للغاية من جانبه بالطبع، ولم يشأ أحفاد المجاهد الكبير أن يتركوه يمر دون رد يفهم منه أردوغان ما يجب أن يفهمه، ويستوعب من خلاله ما يجب أن يستوعبه!
يومها صدر بيان عن قبيلة المنفة، التي ينتمى إليها «المختار»، والتى تقع ضمن منطقة بئر الأشهب في إقليم برقة الليبى، الموازى للحدود المصرية!.. قال أبناء «المنفة»، في بيانهم، إن مثل الرئيس التركى لا يجب أن يذكر اسم عمر المختار على لسانه، وإنهم في القبيلة، التي تزهو بانتماء مجاهدها الأكبر إليها، سوف يتعاملون مع كل مرتزق يرسله أردوغان إلى ليبيا باعتباره غازيًا لابد من مطاردته حتى القضاء عليه!
وحين جلس الحفيد على مائدة الرئيس، قال كلامًا مشابهًا، وأراد أن يبعث «رسالة» إلى أنقرة ملخصها أن عناصر أردوغان، الذين يتصيدهم من كل مكان ثم يرسلهم إلى الأراضى الليبية، سوف يجدون من الليبيين عمومًا، ومن أحفاد «المختار» في قبيلتهم خصوصًا، ما سبق أن وجده المحتل زمان حين تصور أن ذهابه إلى ليبيا نزهة من النزهات!
والمعنى أن أبناء ليبيا هم رأس الحربة، التي سوف تشق صدر كل مرتزق تركى، والمعنى أنه لا أحد سوف يرد أردوغان مهزومًا إلى بلاده إلا الليبيون أنفسهم، الذين لا بديل عن أن يكونوا الرقم الأول في المعادلة كلها!