بقلم : سليمان جودة
فى بداية معركته الحالية مع معارضيه فى الحزب الديمقراطى، كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ينكر أن يكون قد تحدث مع الرئيس الأوكرانى زيلينسكى فى شىء يخص جو بايدن، المرشح المنافس له عن الحزب فى السباق الرئاسى، الذى سيجرى فى نوفمبر بعد القادم!.. غير أنه انتقل مؤخراً من مرحلة الإنكار إلى مرحلة أخرى من رفع الحرج كاملاً فى التعامل مع القضية!.
وهى قصة تذكرنى بقصة أخرى طريفة، كان عبدالمحسن أبوالنور طرفاً فيها، وقت أن كان وزيراً للزراعة أيام عبدالناصر، وكان رفع الحرج هو عنوانها أيضاً!.
والقصة فى واشنطن أن ضابطاً فى وكالة الأمن القومى الأمريكى سجل مكالمة أجراها ترامب مع رئيس أوكرانيا، يدعوه فيها إلى التحقيق فى الأنشطة التى يقوم بها هانتر جو بايدن على الأراضى الأوكرانية.. ومن الواضح أن لدى الرئيس الأمريكى معلومات عن نشاط بايدن الابن هناك، وأنه يتصور أن كشف هذه الأنشطة يمكن أن يشوشر على بايدن الأب، بما يضعف فرصته فى الفوز أمامه فى السباق إلى البيت الأبيض!.
ولكن تسريب المكالمة أدى إلى فتح تحقيقات فى الكونجرس الأمريكى، يمكن فى النهاية أن تؤدى إلى عزل ترامب من الرئاسة!.
ولما أحس بالخطر يقترب من منصبه الرئاسى، انتقل من إنكار الاعتراف بأنه تكلم مع رئيس أوكرانيا فى هذا الشأن، إلى مرحلة أخرى راح يطالب فيها الرئيس الأوكرانى صراحةً بالتحقيق، ليس فقط فى أنشطة للابن، ولكن فى أنشطة أخرى يمكن أن يكون بايدن الأب نفسه متورطاً فيها!
ولم يشأ أن يتوقف فيما طلبه عند حدود أوكرانيا، ولكنه تجاوزها إلى الحكومة الصينية التى دعاها إلى إجراء التحقيق ذاته حول أى نشاط على أرضها لبايدن الأب وبايدن الابن.. وعلناً!.
أما عبدالمحسن أبوالنور، والد الأديبة الكبيرة عائشة أبوالنور، فلقد كان من الضباط الأحرار عند قيام ثورة يوليو ١٩٥٢، وتولى بعدها عدداً من المناصب، من بينها محافظ بنى سويف، وكان وزيراً للزراعة خلفاً للمهندس سيد مرعى!.
وعندما كان وزيراً للزراعة أراد فصل موظف مشاغب فى ديوان الوزارة، فطلب إعداد مذكرة لفصل الموظف المشاغب، ولكن مسؤول الشؤون القانونية جاء يهمس فى أذنه بأن الفصل فى حالة كهذه لن يكون قانونياً، وسيكون فصلاً تعسفياً!.
وبتلقائية شديدة تناول المذكرة من المسؤول الذى جاءه يلفت انتباهه، وكتب عليها بخط يده: يُفصل الموظف فلان فصلاً تعسفياً!.